نشرت الجمعة التفاصيل المأساوية التي لم يسمح بنشرها من قبل لهجمات الحادي عشر من سبتمبر - ايلول من عام 2001 على نيويورك في أعقاب حكم قضائي ألغى جهود المدينة للاحتفاظ ببعض التسجيلات الخاصة بالهجوم على مركز التجارة العالمي قيد السرية. والشرائط المسموعة والرسائل المرسلة عبر أجهزة الارسال لعمال الطوارىء والقصص الشفهية التي سردها عمال الانقاذ تحكي اللحظات المرعبة والفظيعة عندما احتجز الآلاف من الأشخاص وماتوا وسط لهب وحطام البرجين. وقال أحد الأصوات المذعورة في أحد تسجيلات ادارة الاطفاء «هل يسمعني أحد. أنا مدني. أنا محاصر... لا يمكنني التنفس. أنقذوني. لا يوجد هنا مزيد من الهواء.. فضلا أنقذوني.. أتنفس بصعوبة شديدة». وفي شريط آخر صاح أحد عمال الطوارىء «انهار مركز التجارة العالمي. عاجل. عاجل. ليخرج الجميع». ونشرت ادراة الاطفاء نحو 15 ساعة من البث الاذاعي والقصص الشفهية رواها أكثر من 500 من رجال الاطفاء والمسعفين عقب الهجمات التي أسفرت عن مقتل قرابة ثلاثة آلاف شخص في البرجين بينهم 343 من عمال الإطفاء. وأعرب بعض أفراد العائلات عن آمالهم في ان تساعد النصوص والشرائط في تحديد ما اذا كان عمال الاطفاء لم يسمعوا أوامر الاخلاء أم فضلوا الاستمرار في محاولة انقاذ الأشخاص وسط الحطام رغم التبعات القاتلة. وسعت المدينة في البداية إلى عدم نشر النصوص وجادلت بأن بعض القصص المحكية شفهيا أدلى بها أصحابها مع وعود بالسرية وان بعض التفاصيل قد تزعج عائلات المتوفين. وبعد اتخاذ اجراء قانوني من جانب صحيفة نيويورك تايمز وعدد من أسر الضحايا أمرت محكمة استئناف في وقت سابق من هذا العام بنشر معظم المعلومات. وتحكي بعض الشرائط بالتفصيل الجهود التي بذلتها وحدات الطوارىء اليائسة للوصول الى بعضها. وثار الجدل حول فشل الشرطة وإدارات الاطفاء في الاتصال ببعضها بعضا وحول مشكلات محتملة في أجهزة الارسال الخاصة بعمال الاطفاء. ووسط حركة سريعة وأصوات الطوارىء التي ظهرت بأحد الشرائط يمكن سماع أحد الذين قاموا بارسال رسالة يقول «لا يمكن سماعك على الاطلاق. الارسال الخاص بك لا يصل إلى هنا». ويقول صوت آخر في شريط تابع لادارة الاطفاء «الآن نحن وحيدون. المبنى الثاني انهار. لا يمكنني ان أرى.. لذا فليس لنا اتصال مع اي شخص في هذا الوقت». وقوبلت نداءات الى وحدات أخرى بالصمت وقوبل بعضها بصرخات واستغاثات من ان الدخان والحطام كانا من الكثافة لدرجة كان من الصعب معها الوصول الى موقع الهجوم. وصرخ أحد الأصوات «هل قاموا بتعبئة الجيش. نريد الجيش هنا في مانهاتن». ورد صوت آخر «ليحاول الجميع الحفاظ على الهدوء». ويتذكر أحد المسعفين مشاهدة احد الشوارع المجاورة لمركز التجارة العالمي مفروشة بالاشلاء الآدمية. ويمكن سماع سائق سيارة اسعاف وهو يقول «كل ما اريد معرفته هو اين يوجد اقرب مكان لفرز الجرحى. معنا سيارة اسعاف مليئة بالأشخاص.. ونواجه باعداد كبيرة للغاية حتى أننا لا يمكننا التعامل معها». وتحكي قصة شفهية أخرى يرويها لويس جارسيا المسؤول الكبير بادارة الاطفاء كيف اعتقد انه سمع صوت اطلاق نار قادمة من المبنى المنهار. وقال «ضباط الشرطة الذين حوصروا كانوا يطلقون الرصاص في الهواء لمحاولة جذب الانتباه الى مكانهم».