قلت في مقال سابق إنّ المملكة هي الأولى عالمياً من حيث انتشار فيروس الكورونا وعدد الوفيات الناجمة عنه، وقد طلبت من وزارة الصحة أن تشرح لنا السبب في ذلك، خاصة ونحن في حيرة من هذا الأمر، فالمسالة لا ترجع إلى قلة ما يصرف على الخدمات الصحية، وإلا كان انتشار الفيروس في دول فقيرة أكثر من انتشاره لدينا، ولا ترجع إلى المناخ، ولا ترجع إلى سبب مفهوم، ولا يبقى إلاّ عامل الإهمال والتقصير وسوء الأداء، وعلى الوزارة أن تقنعنا بغير ذلك، أو تشرح لنا السبب، ولعلها تكون معذورة، على أنه ليس لها العذر في عدم توعية المواطنين توعية كافية بأخطار المرض وطرق الوقاية منه، مما جعل الذعر مثلاً، كما قالت إحدى الصحف ينتشر بين أهالي حفر الباطن بعد أن بلغ عدد الوفيات بسبب الفيروس 3 حالات وذلك في فترة لا تتجاوز الشهر، ومما جعل مدير إحدى المدارس ينصح طلابه بوضع كمامات على أنوفهم، وطبعاً هذا أدّى إلى انتشار الإشاعات وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد صرح نائب وزير الصحة زياد ميمش بأن انتشار الفيروس لم يصل إلى درجة الوباء كالأنفلونزا، والمقارنة هنا غير واردة كمن يقارن بين السيف والعصا، فالأنفلونزا ليست فيروساً واحداً بل العشرات من أنواع الفيروسات، ونحن نسمع كل يوم عن فيروس جديد كانفلونزا الطيور والخنازير وغيرها أما الكورونا ففيروس واحد، ولهذا فإنّ 96 إصابة تشكل وباء!