بعد 12 عاما من توليه رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، ترك البلجيكي جاك روج المنصب رسميا وسط افتخار بما قدمه على مدار هذه السنوات تاركا استكمال المهمة للألماني توماس باخ الذي فاز برئاسة اللجنة لمدة ثماني سنوات. وأسدلت الجمعية العمومية (الكونجرس) باللجنة الأولمبية الدولية الستار على الصراع السداسي لخلافة روج حيث فاز باخ في الاقتراع السري الذي جرى ضمن اجتماعات الكونجرس الأولمبي بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. وودع روج /71 عاما/ جميع العاملين في مقر اللجنة الأولمبية بمدينة لوزان السويسرية كما اصطحب جميع متعلقاته بمقر اللجنة قبل السفر إلى بوينس آيرس حيث يعود بعد انتهاء الاجتماعات الحالية للاستمتاع بحياته في بلده بلجيكا. وكشف روج مؤخرا عما يدور بداخله مع ترك منصبه كرئيس للجنة ولم يبد أي أسف أو حزن على نهاية مسيرته في هذا المنصب حيث بدا مبتهجا بانتهاء مهمته، وقال: "سأترك المنصب بلا أي حنين. لا أنظر للماضي وإنما أتطلع لحياتي المستقبلية". وقال روج إنه سيظل على علاقة بالفعاليات التي تنظمها اللجنة الأولمبية الدولية كعضو فخري في اللجنة كما يعتزم حضور الدورات الأولمبية المقررة في المستقبل. وأوضح "هذا ليس وداعا". وقال روج إن التحدي الذي تواجهه اللجنة حاليا هو إقناع الشعوب في الدول المضيفة للدورات الأولمبية بأن هذه الدورات "رابحة تماما". ولم يكن روج بالشخص الخيالي الذي جدد الحركة الأولمبية ولكنه أضفى الاستقرار على اللجنة الأولمبية الدولية وسط ظهور فضيحة الفساد الكبرى الخاصة بالحصول على رشى وذلك حول عملية التصويت لصالح مدينة سولت ليك التي استضافت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2002 . وتولى روج رئاسة اللجنة في يوليو 2001 خلفا للأسباني خوان أنطونيو سامارانش ليصبح أول رئيس للجنة بعد بدء عملية الإصلاحات في اللجنة حيث كان انتخابه لمدة ثماني سنوات فقط ثم أعيد انتخابه لأربع سنوات أخرى. وفي الماضي، لم تكن الفترات مقيدة بمدد معينة حيث قضى سامارانش على سبيل المثال 21 عاما في رئاسة اللجنة. وكانت المهمة الأساسية لروج هي مكافحة المنشطات والحرب على التلاعب بنتائج المباريات وإصلاح البرنامج الأولمبي والدفع بالعنصر النسائي بشكل أكبر في الدورات الأولمبية. وخلال 12 عاما قاد فيها روج اللجنة، أقيمت ست دورات أولمبية (سول ليك 2002 وأثينا 2004 وتورينو 2006 وبكين 2008 وفانكوفر 2010 ولندن 2012) وتحول روج من شخص مثالي إلى آخر براجماتي (نفعي) . وبينما كان الحفل الختامي لأولمبياد لندن المبهر بمثابة القمة أو النهائي، كانت وفاة المتزلج الجورجي نودار كوماريتاشفيلي قبل ساعات من حفل افتتاح أولمبياد فانكوفر هي النقطة الأدنى في هذه الفترة. وتعرض روج لاتهامات بأنه قائد ضعيف للجنة وذلك على هامش أولمبياد بكين الذي اتهم فيه روج بالموافقة على انتهاكات حقوق الانسان والرقابة والقيود على وسائل الإعلام وتقبله لمسيرة الشعلةالأولمبية التي لوثها العنف. وجاء اختيار سوتشي لاستضافة أولمبياد 2014 في روسيا التي تنفق ببذخ ليؤكد أيضا أن روج المتواضع دفع بالحالة التجارية الأولمبية إلى الأمام مجددا من خلال وصول الاحتياطي النقدي للجنة الأولمبية الدولية إلى 900 مليون دولار. وكافح روج بقوة ضد المنشطات كما شهد مولد فكرته الطموحة من خلال إقامة دورة الألعاب الأولمبية الأولى للشباب في سنغافورة عام 2010 . وكافح روج أيضا من أجل المساواة بين الرجل والمرأة ومن أجل التواجد النسائي في المصارعة إضافة لضرورة تواجد العنصر النسائي في جميع البعثات المشاركة بدورات الألعاب الأولمبية. ويرى روج أنه حقق "علامة بارزة" في هذا المجال خلال أولمبياد لندن. وقال باخ "أشعر بالإعجاب للإصرار والصمود الذي اتبعه (روج) في طريقه، ليس فقط في مكافحته للمنشطات .. لقد أقام أولمبياد الشباب رغم المعارضة الهائلة وأجبر المشككين على الاعتراف باللجنة الأولمبية الدولية كمراقب في منظمة الأممالمتحدة. لم ييأس". وتدهورت الحالة الصحية لروج في الشهور القليلة الماضية كما أجرى جراحة قبل عام واحد لاستبدال إحدى عظام الفخذ. وكان روج مدافعا بقوة عن عملية التجديد في البرنامج الأولمبي ليصبح أكثر جاذبية للشباب ولكنه لم ينجح في إنشاء نظام للتشغيل. وخلال ولاية روج، كانت الموافقة على إدراج الجولف والرجبي السباعي ضمن البرنامج الأولمبي بداية من أولمبياد 2016 بينما استبعدت رياضتا البيسبول والسوفت بول. كما استبعدت المصارعة مؤقتا في فبراير الماضي قبل أن تعود للبرنامج الأولمبي في دورتي 2020 و2024 من خلال الاقتراع السري الذي أجري يوم الأحد الماضي. وينتظر أن تكون من مهام باخ في السنوات المقبلة أن يدفع إلى البرنامج الأولمبي برياضات جديدة وذات طابع حديث.