لقد عشت مثلي مثل كل مواطن أتابع الأحداث التي مرت بالمملكة خلال أسبوع من الزمان، عندما جاء نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، حيث كانت الأنظار مشدودة بحكم جسامة الحدث في ذاته، وجسامة المسؤولية الكبيرة التي ستلقى على قيادة هذا البلد وولاة الأمر فيه، وهي مشدودة أيضاً عند النظر إلى الأحداث المتسارعة التي تمر بها منطقتنا بل والعالم أجمع، والتي أثبتت قيادتنا تجاهها مزيداً من الحكمة والحنكة السياسية، والممزوجة بمزيد من العقلانية والتروي في التعامل معها. إن الثقل السياسي والاقتصادي والديني الذي اكتسبته المملكة خلال عهودها المستمرة والتي ازدادت أهمية ووضوحا خلال عهد الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، مما جعل أنظار العالمين العربي والإسلامي تتابع نبأ الرحيل بما يستحقه من الدعاء للملك بالرحمة والمغفرة والجنة، ولعل ذات الثقل والتقدير العربي والعالمي هو الذي سيمتد إلى القيادة الحالية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسيجعل من المملكة المرجع والقيادة للشأنين العربي والإسلامي بل والمدافع بكل القوة عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية. وما تم من نقل للسلطة من عهد الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وبهذا الشكل السلس والمباشر والسريع، شد الانتباه وأصبح مضرب المثل للدول الأخرى التي رأت في هذا الموقف حنكة سياسية متميزة وسهولة في سير الأمور أدهشت حتى المراقبين السياسيين الدوليين. ونحمد الله أن مسيرة البناء والتنمية ستستمر بكل القوة والجدية بل انها ستمضي في عطاء متزايد في جميع المجالات والقطاعات الحياتية والإنتاجية، وثقتنا كبيرة في أن المستقبل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز سيكون مزدهراً، مثلما كان الماضي البعيد والقريب مزدهراً بفضل الله ثم بفضل الرؤى الشاملة والحكيمة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خطابه الموجز والمبدع، والتي لمسناها أيضاً بكل الوضوح والشفافية في خطاب سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. إننا موعودون بمزيد من التطور والتقدم الاقتصادي والرفاه الاجتماعي في ظل القيادة الجديدة لهذا الوطن العزيز، فلدينا من المكاسب والموارد المادية والبشرية ما يعزز هذه القناعة الراسخة يقيناً، ولعل التكاتف والتلاحم الفريد بين أبناء الوطن الواحد قيادة وشعباً، يمثل خير داعم ومساند لمسيرة العطاء والبناء التي تنتظم جميع قطاعاتنا وهياكلنا السياسية والاقتصادية الحكومية والأهلية. إن الدور المنوط بالمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي سياسياً واقتصادياً يجعل منها بكل الجدارة بلداً مؤثراً وفاعلاً كعادته دائماً، فالاستقرار الاقتصادي على مستوى العالم يعود في نصيب كبير منه إلى استقرار الاقتصاد السعودي، ولعل هذا ما يجعل قيادتنا الرشيدة عند مستوى التحدي والمسؤولية الوطنية والمسؤولية تجاه الاستقرار العالمي. واستفادة مما لدى المملكة من تجربة سياسية واقتصادية ناجحة ومتفوقة في قابليتها للتواؤم مع الواقع، وكذلك مما لدى قيادتنا الرشيدة من بعد نظر وتجربة مديدة تقدم لنا كرجال أعمال، فإن علينا أن نتطلع، كل في مجاله للمزيد من التجويد والإبداع لتحقيق تطلعات الدولة في التطور والتقدم وفي إحداث النقلة المأمولة لبلدنا على الصعيدين الإقليمي والدولي، فالمستقبل سيكون محمولا، بإذن الله تعالى، وفقا للمعطيات المتوفرة والماثلة للعيان، بمزيد من المبشرات الاقتصادية الواعدة، فليس إذا، لطموحاتنا حدود، بل وعلينا استثمار الرؤية الثاقبة لولاة الأمر حفظهم الله والإمكانيات الكبيرة المتوافرة في بلادنا، لتفعيل مساهمتنا في القطاع الخاص عبر مشاركتنا في عمليات البناء والتطوير التي تنتظم بلادنا الآن، أو تلك التي نستشرفها غدا بإذن الله. ليرحم الله مليكنا الراحل فهد بن عبدالعزيز وليمد بسند منه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وعضده الدائم أمير الخير والإنسانية سلطان بن عبدالعزيز يحفظهما الله جميعاً. ٭ رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض