شيفيلد يونايتد الإنكليزي أقدم أندية العالم على الإطلاق إذ تأسس عام 1857م على يد مجموعة من الهواة لاعبي الكريكيت في مقاطعة يوركشير التاريخية والتي تبعد عن العاصمة لندن مسافة ساعتين بالقطار, اجتمع في وضح النهار كل من ناثينال كريسيك ووليام بريسيت عضوي شيفيلد للكريكيت واتفقا على لعبة تقوم على ركل الكرة دون قوانين محددة واستعانا برفاق الفريق وتم تأسيس النادي كناية بالمدينة الأم "شيفيلد" المدينة الخضراء لكثرة المساحات الخضراء داخلها ووقوعها على ضفاف خمسة أنهار وسبعة تلال فيما أصبح لقب الفريق "السيوف" نسبة للسيفين اللذين يتربعان داخل الشعار.. احتار الصديقان كريسيك وبريسيت في موقع الملعب الجديد لشيفيلد واستطاعا إقناع رجل اسمه توماس آسلاين بأخذ أرضه وإنشاء ملعب عليها وتم تعيين فريدريك ابن توماس آسلاين رئيساً للنادي الوليد وتمت تسمية قطعة الأرض الصغيرة "برامول لاين" نسبة إلى العائلة الثرية في تلك المدينة المشتهرة بالتجارة والصناعة, استضاف الملعب الجديد "برامول" أول مباراة كرة قدم بالتاريخ في 29 كانون الأول من سنة 1862 بين صاحب الملعب شيفيلد يونايتد ونادي هالام وكان ريع هذه المباراة مخصصاً ضحايا كارثة لانكشاير وانتهت المباراة بنتيجة سلبية, فيما أقيمت مباراة بين الفريقين مجدداً قبل شهر لإحياء التراث وتجديد الدربي كما قال رئيس نادي شيفيلد ريتشارد تيمز عن المناسبة: "هو احتفال التراث من كرة القدم حول ناد تأسس قبل قرن ونصف, بعد ثلاث سنوات من لعبة الكريكيت تم تشكيل ناد لكرة القدم ولعبنا مباراة التحدي مع هالام وهو أقدم دربي منذ ذلك الحين". وأضاف تيمز: "حضر من المشجعين من أنحاء العالم للمباراة بما في ذلك مشجعو نورمبيرغ من ألمانيا وجنوى في إيطاليا". الملعب التاريخي استضاف العديد من المباريات والبطولات الهامة في كرة القدم ولعل أبرزها كأس يودان سنة 1867 بجانب كأس كرومويل في نفس السنة بينما في السنة التالية شهد الملعب احتضان نهائي كأس التحدي بين هالام "ثان أقدم فريق بالعالم" ووينزداي تحت أعين ثمانية آلاف متفرج, أما بخصوص المقابلات الدولية فقد أقيمت أول مباراة دولية على أرضيته سنة 1883 بين المنتخب الإنكليزي وجاره الأسكتلندي وشهدت حضوراً غفيراً. كان كل فريق في السابق يلعب وفق قوانينه الخاصة, ولكن شيفيلد المؤسسة الأم التي شقت الطريق نحو جعل كرة القدم الرياضة العالمية الأولى وضعت قوانين من أبرزها رمي كرة الخط الجانبية وركلة الزاوية وكل ذلك بمساعدة تلاميذ ثانوية المقاطعة حيث قام جون تشالرز ثرينج من مدرسة أبينغهام بابتكار مجموعة من قواعد كرة القدم التي أثرت على قواعد اللعبة الحديثة وهذه المجهودات ساهمت لاحقاً في تأسيس الاتحاد الإنكليزي. لا تنسى جماهير شيفيلد قصة مفاوضات الإدارة للنجم الأرجنيتني دييغو ماردونا 1978 حين كان على أعتاب الانتقال للفريق قادماً من أرجنتينوس جونيورز, وطلب حينها ماردونا مبلغ 200 ألف جنيه استرليني ولكن النادي العجوز ذهب للتوقيع مع لاعب آخر ب160 ألف جنيه.. وفي 2004 حصل شيفيلد على جائزة الجدارة من الاتحاد الدولي "فيفا" لمساهمته في تطوير اللعبة فيما أقيمت مباراة احتفالية عام 2007 بين إنتر ميلان الإيطالي وشيفيلد بمناسبة مرور 150 عاماً على تأسيس النادي وسط حضور 18 ألف متفرج تتقدمهم الأسطورة البرازيلي بيليه. قبل عامين قامت دار "سوذبيز" البريطانية العالمية للمزادات ببيع العديد من الوثائق التاريخية النادرة والرسمية الخاصة بشيفيلد يونايتد في مزاد كبير وعلني بالعاصمة البريطانية لندن, وشكلت تلك الوثائق قيمة مالية كبيرة بين مئتي ألف إلى مليون جنيه, وأجمع لخبراء أنها أقدم وثائق على الإطلاق وهي مخطوطة باليد وتعود لمرحلة التأسيس الأولية للنادي وكرة القدم وأحكامها وقوانينها وتسجيلاً لبعض عقود المباريات, وبرر رئيس النادي تيميز ذلك بقوله: "بيع هذه القطع المميزة من التاريخ الرياضي سيتيح لنادي شيفيلد تطوير بعض مرافقه وتؤمن بقاءه كمهد وموطن للكرة الأصلية وأنا فخور جداً بتاريخه الطويل". الفريق العجوز حقق في 1898 لقب الدوري الإنكليزي الممتاز وفي العام التالي بطولة الكأس ولأربع مرات متباعدة, بينما أخر بطولاته كانت عام 1982 حين حقق لقب الدوري الإنكليزي للدرجة الرابعة, أما عن الظهور في الدوري الممتاز فقد كان فريقاً صعباً على أندية البيغ فور في مسابقة البريميرليغ 2006-2007 ولكن قلة المادة ونقص الخبرة خانتا الفريق فهبط مجدداً للدرجة الأولى بعد نيله 38 نقطة بينما يلعب حالياً ضمن فرق دوري الدرجة الثانية.