ركزت المملكة العربية السعودية في جميع خططها التنموية على الانظمة التعليمية بحيث تكون متوازية مع ايجاد أنظمة تدريبية مختلفة ومتخصصة باعتبار ان جميع انواع التدريب والتعليم التي تجسد حاجة البلاد الفعلية هي أساس في تأهيل الكوادر الوطنية من القوى العاملة المؤهلة والمدربة لادارة دفة الاقتصاد السعودي نحو التقدم في شتى المجالات ووفق الخطط العلمية المدروسة. وبين التقرير الاحصائي السنوي الصادر عن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني للعام 1423/1424ه ان التعليم الفني بفروعه الثلاثة الصناعي والتجاري والزراعي كان تابعا لوزارة المعارف منذ انشائها عام 1373ه وكانت البداية هي انشاء أول مدرسة صناعية في جدة في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وذلك في عام 1369ه ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات بعد المرحلة الابتدائية وكانت تسمى بالثانوية الصناعية كما افتتحت أول مدرسة ثانوية صناعية بالمملكة عام 1380/1381ه وكانت تسمى كلية الصناعات. وأوضح التقرير ان التعليم التجاري والزراعي والتدريب المهني بدأ عام 1380ه بأربع مدارس متوسطة تجارية وقد الغيت هذه المدارس عام 1385ه وتقرر تطويرها الى مدارس ثانوية تجارية. وفي عام 1380ه افتتحت خمس مدارس زراعية متوسطة في الهفوف والمجمعة وبريدة وبلجرشي وجازان. وتطرق التقرير الى التعليم الفني والتدريب المهني بعد انشاء المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني مشيرا الى أن المسؤولين في المملكة رأوا ان افضل سبيل لتطوير برامج التعليم الفني والتدريب المهني وتركيز الجهود في هذا المجال هو انشاء مؤسسة عامة تتولى مسؤولية تنفيذ خطط تطوير القوى العاملة حيث تم دمج جميع مراكز التدريب المهني التابعة لوزارة العمل والمعاهد الفنية التابعة لوزارة المعارف في مؤسسة واحدة يطلق عليها اسم «المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني». وقد أنشئت هذه المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني عام 1400ه وكان الغرض من انشائها تنفيذ الخطط والبرامج الموضوعة لتطوير القوى الوطنية المهنية والفنية وذلك في اطار كل مايتصل بالتعليم الفني في مجالاته المختلفة مثل الصناعة والزراعة والتجارة وكل مايتصل بالتدريب المهني بأشكاله ومستوياته. وبين التقرير الصادر عن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني أن المؤسسة توفر ثلاثة مستويات تعليمية وتدريبية في الكليات والمعاهد والمراكز الموزعة على جميع مناطق المملكة وهذه المستويات هي التعليم الفني العالي «فوق المستوى الثانوي» و«التعليم الفني الثانوي» والتعليم الفني مادون الثانوي. وأوضح أن التعليم الفني العالي فوق المستوى الثانوي يشمل الكليات التقنية المتوسطة وعددها 20 كلية تقنية موزعة على المدن الرئيسية بالمملكة وتقبل خريجي المعاهد الثانوية الصناعية والثانوية العامة وبلغ عدد طلاب هذه الكليات عام 1423/1424ه «33876» طالبا يقوم على تدريسهم 2215مدرسا . واشار التقرير الى ان التعليم الفني الثانوي يشمل المعاهد الثانوية الصناعية وعددها عشرة معاهد صناعية تقبل الحاصلين على الشهادة المتوسطة ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات دراسية وبلغ عدد طلبتها في العام 1423/1424ه «11890» طالبا يشرف على تدريسهم «1332» مدرسا. أما المعاهد الثانوية التجارية فعددها ستة عشر معهداً ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات دراسية وتقبل الحاصلين على الشهادة المتوسطة وبلغ عدد الطلاب الدارسين فيها عام 1423/1424ه «7660» متدرباً يشرف على تدريبهم «560» مدرسا. وبلغ عدد المعاهد الثانوية للمراقبين الفنيين خمسة معاهد وتقبل حملة الشهادة المتوسطة ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات وبلغ عدد طلابها لعام 1423/1424ه «3171» طالبا يشرف على تدريبهم «427» مدرسا . وتوجد ثلاثة معاهد ثانوية زراعية تستقبل الطلاب من خريجي المدارس المتوسطة ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات يدرس بها «311» طالبا يقوم على تعليمهم «63» مدرسا. وتناول التقرير التعليم الفني مادون الثانوي موضحا انه يشمل مراكز التدريب المهني وقد بلغ عددها اثنين وثلاثين مركزا موزعة في جميع انحاء المملكة وبلغ عدد الدارسين في هذه المراكز «13847» دارسا فيما بلغ عدد اعضاء هيئة التدريس «1524» عضوا. وأبرز التقرير التوسع في انشاء مراكز التدريب المهني في انحاء المملكة وتطور اعداد الملتحقين والخريجين بمراكز التدريب المهني الصباحية والمسائية. وافاد ان المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تولت مسؤولية منح تصاريح اقامة المعاهد والمراكز الفنية الاهلية والاشراف عليها ومتابعتها وما يتطلبه ذلك من تقييم لمناهجها وبرامجها والاشراف على امتحاناتها. وتطرق التقرير الذي اصدرته المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الى الابتعاث والتدريب مشيرا الى ان الابتعاث يؤدي دورا بارزا في تأهيل الكوادر اللازمة في المجالات الفنية التي تحتاجها المؤسسة.