أصدرت رابطة العالم الإسلامي بياناً عزّت فيه المسلمين في العالم بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وجاء البيان كالتالي: {من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً} (الأحزاب: 23). إيماناً بقضاء الله وقدره، واستسلاماً لمشيئته العليا وإرادته في خلقه، تنعى الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي للشعوب والأقليات والمنظمات الإسلامية وللعالم أجمع، وبمزيد من الألم والحزن وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، هذا اليوم (أمس) الاثنين 26/6/1426ه الذي اختارته إرادة الله، لينتقل من دار الدنيا الفانية، إلى دار الخلود في الآخرة، داعية الله العلي القدير أن يسكنه في جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}. وإن الأمانة العامة للرابطة ترفع أحر التعازي باسم المنظمات والشعوب والأقليات الممثلة فيها إلى الأسرة المالكة في المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود. لقد حمل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، الأمانة فمكن الله له ووفقه إلى سبل الخير والتزام نهج السلف الصالح في سالف الأمة، فتحقق له موعود الله - عز وجل - بالعون والتوفيق والتسديد، فكانت إنجازاته - حفظه الله - لبلاده ولأمته الإسلامية إنجازات ضخمة ومتنوعة، حققت تطلعات أبناء المملكة والمسلمين أينما كانوا، إذ سار على نهج أسلافه باتخاذ الشريعة الإسلامية منهجاً، وحكماً، ورعى مصالح الأمة واهتم بشؤونها وتلمس احتياجاتها، فوفقه الله ويسر لأمته على يديه من الخير ما لا مجال لحصره. لقد شملت إصلاحات خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله - مختلف مظاهر الحياة في المملكة بما في ذلك تطوير أسلوب الحكم وذلك بإصداره لأربعة أنظمة هي النظام الأساس للحكم، ونظام مجلس الشورى، ونظام المناطق، ونظام مجلس الوزراء. ولا يخفى ما لخادم الحرمين الشريفين من جهود ضافية ومساع دائبة في خدمة الدين ورفع شأن الإسلام والمسلمين. فقد عمل - رحمه الله - على تعزيز الدعوة إلى التضامن الإسلامي التي تُعد من أبرز ركائز سياسة المملكة العربية السعودية وظهرت آثار ذلك في مؤتمرات القمة الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي إضافة إلى دعم الجمعيات والمراكز الإسلامية والإسهام في إنشاء المساجد والمدارس والمعاهد والجامعات والمستشفيات. أما مواقفه - رحمه الله - ومنهجه في رعاية قضايا الإسلام والمسلمين فهو منهج متميز إذ عمل - رحمه الله - على تعزيز دعوة التضامن الإسلامي، ورعاية قضايا الأمة الإسلامية، والعربية وعقد المؤتمرات، ودعم الهيئات والمنظمات والمؤسسات الإسلامية مثل رابطة العالم الإسلامي والهيئات والمؤسسات التابعة لها، ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأجهزة المنبثقة عنها، كما عمل على مساعدة الهيئات الإسلامية الأخرى، التي تسعى إلى جمع كلمة المسلمين، مهما كان موقعها.