تحتضن مدينة «مراكش» بالمملكة المغربية (منتصف مارس «آذار» المقبل) أول تجمع ثقافي عالمي من نوعه عن الحضارة الإسلامية والأندلس، حيث ينظم مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات تجمعاً دولياً ثقافياً في هذا الصدد. وذكر المركز انه بتوجيه من رئيسه الفخري صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز يتم الإعداد لإقامة هذا التجمع الثقافي العالمي في محاولة جادة لإظهار صورة الإسلام الحقيقية كدين حوار ورقي وتسامح بعيداً عن الإرهاب والعنف اللذين ألصقا به، مشيراً إلى ان فعاليات المهرجان الثقافي ستبدأ في 15 مارس/آذار المقبل وتستمر شهراً كاملاً يتضمن العديد من الفعاليات الثقافية تتصل بالحضارة الإسلامية، كما يستضيف التجمع الثقافي خلال فعالياته عدداً من الشخصيات العالمية السياسية والثقافية. وقد ذكر مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات - والذي يحظى بالرعاية السامية الكريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وشقيقه الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية - انه يتولى التنظيم لحملة من الفعاليات الثقافية والحضارية من شأنها أن تبرز الإسهامات الإنسانية والعالمية للعرب والمسلمين في المسيرة البشرية، مع التأكيد على نبذ العنف والإرهاب والدعوة للتسامح والحوار. إن هذا الحدث الكبير - الذي يتوقع أن يشهد حضوراً دولياً واسعاً - يستقي فعالياته وأنشطته من تجربة إسلامية تاريخية عريقة تشمل القرون الثمانية التي عاشها الإسلام في الأندلس والتي تعتبر شاهداً على دعوة الإسلام للتسامح والرقي، الأمر الذي أوصل الحضارة الإسلامية في ذلك الوقت إلى أوج ازدهارها وذلك من خلال اعتماد مختلف العلوم والفنون تطبيق المبادئ السامية للإسلام التي كانت من أهم الدعائم لتأسيس الكثير من علوم الحضارة العالمية المعاصرة. ويؤكد المركز على ضرورة إظهار الطبيعة العالمية للثقافة الإسلامية كما تجسدها الحضارة الاندلسية، وهكذا فإن تنظيم مهرجان «أيام أندلسية» سيكون مناسبة للتنبيه إلى ما وصلت إليه تلك الحضارة من رقي وتقدم في شتى مناحي العلوم والفنون. ذلك ان المهرجان سيشهد العديد من المعارض المتنوعة للمخطوطات الأندلسية والصور واللوحات التي تبرز المآثر الأندلسية الشهيرة، بالإضافة إلى المحاضرات والندوات الثقافية التي ستلقي الضوء على الحضارة الإسلامية في الأندلس وكذا الفعاليات الأخرى التي تهتم بالأزياء والحلي والعطور والأطعمة الأندلسية الإسلامية. وسيشهد المهرجان ولأول مرة نقل معرض الجزيرة الخضراء من اسبانيا إلى الأراضي المغربية ليكون واحداً من أهم الفعاليات الرئيسية التي سيحتويها، كما يتوقع أن يكون من أهم المشاريع الثقافية التي تم الإعداد لها لمخاطبة الحضارات العالمية الأخرى باسلوب حضاري، كما عمل المركز على استحداث موقع على شبكة الانترنت لمتابعة كافة فعالياته من قبل المهتمين www. andalusian- days. com وتحدث الأستاذ فهد السديري رئيس الشركة المنظمة للمهرجان في مؤتمر صحافي بالرياض ان الهدف من إقامة مهرجان أيام أندلسية هو تصحيح المفاهيم عن الحضارة الإسلامية خاصة تلك التي قامت في الأندلس والمغرب العربي وبلاد الشام. توصيل رسالة عالمية تساهم في تغيير الفهم الخاطئ لدى الغرب والشرق عن الإسلام. تأكيد وترسيخ مفهوم «أن الإسلام حضارة قامت على السلام وانه دين معاملة وليس دين إرهاب وقمع». إبراز صورة الإسلام كدين تسامح وحضارة وحوار يقبل الآخر ويتعامل معه ولا ينفيه. تعريف بمركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات مؤسسة ثقافية دولية غير حكومية تتمتع بالشخصية القانونية، أسست لمدة غير محدودة مقرها الحالي مدينة الرباط. وقد حازت هذه المبادرة شرف الرعاية السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وشقيقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس - حفظهما الله - كما حظيت برعاية خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس الفخري لمركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات. كما يرأس مجلسه التنفيذي معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري. وتحدث الدكتور عثمان الرواف عضو مجلس إدارة مركز حوار الحضارات ومساعد الأمين العام للمركز ان من أهم أهداف مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات: ٭ تشجيع الدراسات والأبحاث المتعلقة بجوانب الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس، سواء كانت في الميدان التاريخي، أو في الأدب والفلسفة والعلوم البحتة. ٭ عقد ندوات ولقاءات دورية لمناقشة الجوانب المتعددة للحضارة العربية الإسلامية في الأندلس والحوار بين الحضارات، وذلك بمشاركة باحثين عرب وأجانب يختارهم المركز. ٭ طبع الدراسات الرصينة والجادة في هذا الميدان ونشرها. ٭ التشجيع على ترجمة الدراسات والأبحاث المرتبطة بهذا المجال، من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية أو من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية. ٭ تشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات، دعماً للتعايش بين الشعوب وتعزيز أواصر التفاهم خدمة لأهداف ازدهار السلام والتنمية. ٭ إصدارات دورية متخصصة في الدراسات الأندلسية وحوار الحضارات. ٭ تأسيس جائزة سنوية لأفضل الأبحاث المنشورة في حقول الدراسات الأندلسية وحوار الحضارات. ٭ إنشاء مكتبة متخصصة في الدراسات الأندلسية وحوار الحضارات. ٭ إصدار موسوعة أندلسية متخصصة في الدراسات الأندلسية وحوار الحضارات.