إن أبرز العقاقير المستعملة حالياً في معالجة سرطان الكلية «الانترفيرون» ألفا و«الانترلوكين» فئة 2 التي حازت على اهتمام الباحثين وقامت عليها الألوف من الاختبارات العالمية وأحرزت بعض النجاح في حالات مختارة لهذا الورم. ففي دراسة على 203 مرضىً مصابين بسرطان الكلية النقيلي في جامعة كليفورنيا في لوس أنجلس (الولاياتالمتحدة) تم علاجهم المناعي بعقار «انترلوكين» فئة 2 كان معدل بقائهم على قيد الحياة بإذن الله حوالي 18 شهراً مع نسبة تتراوح بين 61٪ بعد سنة من العلاج إلى 40٪ بعد سنتين و31٪ بعد 3 سنوات لا سيما أن 12 مريضاً، أي بنسبة 6٪ اظهروا تجاوباً كاملاً لهذا العلاج مع بقائهم احياء لمدة تزيد على 3 سنوات بينما 18٪ منهم تجاوبوا جزئياً مع نسبة وفاتهم بسبب المرض في حوالي 64٪ في غضون 3 سنوات وفي حوالي 20٪ استقر المرض بدون انتشار أو تجاوب كامل أو جزئي مع أمل البقاء على قيد الحياة، بإذن الله لمدة 3 سنوات بنسبة 50٪ وأما الاختبارات العالمية الأخرى بهذا العقار فقد اظهرت تجاوباً كاملاً في حوالي 5٪ وجزئياً في حوالي 15 إلى 20٪ فقط. وأما أسباب هذا التفاوت في النتائج فربما يعود إلى تطبيق الانتقائية بالنسبة إلى العلاج حسب عوامل خاصة يتبعها الفريق الطبي في جامعة كليفورنيا التي تملي نوع العقاقير المناعية المستعملة وطريقة استعمالها ومدتها وتساعد على التنبؤ حول استجابة السرطان لها. ومن أبرز تلك العوامل امتداد الورم إلى الغدد اللمفية، وتواجد أعراض سريرية بسببه مثل الطفرة الجلدية والتعرق وفقدان الشهية والنقص في الوزن والأعراض الهضمية والآلام العضلية والهيكلية واضطرابات التنفس التي تترابط عادة بقلة أو عدم الاستجابة للمعالجة المناعية. ومن العوامل الأخرى عدد النقائل السرطانية واصابتها الرئة أو العظام أو أعضاء أخرى واستعمال استئصال الكلية الجراحي قبل العلاج المناعي، ونوع السرطان النسيجي ووظيفة الغدة الدراقية التي قد تترافق مع فائدة هذا العلاج ونجاحه الذي قد يتراوح ما بين 61٪ إلى 31٪ للبقاء على قيد الحياة، بإذن الله سبحانه وتعالى، لمدة 3 سنوات أو أكثر حسب المزايا النسيجية والسريرية لذلك الورم وبناء على العوامل التي ذكرناها. وقد ظهر مؤخراً اسم كيماوي جديد يدعى الانيدرزاز الكربونية الذي قد يلعب دوراً مهماً من حيث التنبؤ لاستجابة الورم للمعالجة المناعية ويساعد على تصنيف تلك الأورام حسب درجة خبثها وضرورة معالجتها وقد يساعد على معالجتها الفعالة. وحيثما العلاج المناعي «بالانترلوكين» الموافق عليه من مركز التغذية والأدوية الفيدرالي الأمريكي، والانترفيرون قد أعطى نتائج متواضعة جداً لهذا السرطان وبعد التقدم الهام الذي أحرزناه حديثاً في تفهم حيوياته والشذوذ الجيني، لا سيما بالنسبة إلى جين VHL، الذي قد يسببه تكثفت الاختبارات حول سبل علاجية أخرى سنحاول تلخيص أبرزها من خلال المقالات المرفقة مع هذا الموضوع.