أشاد عدد من أصحاب الفضيلة القضاة بالمكانة المرموقة التي يحظى بها القضاء في المملكة العربية السعودية القائم على شرع الله تعالى تحقيقاً للعدل برعاية وحرص من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله التي أولت مرفق القضاء والعاملين فيه كل اهتمام ودعم وحظيت وزارة العدل بفروعها بتطوير ونماء في جميع المناشط القضائية والإدارية والمالية فأنشئت المحاكم في كل مناطق المملكة على اختلاف أنواعها ودرجاتها ورتبت المحاكم وبينت وظائفها وحددت اختصاصاتها وسلطاتها حتى توج ذلك بإصدار الأنظمة العدلية النابعة من الشريعة الإسلامية السمحاء بما يخدم العمل القضائي ويحقق افضل أداء ويسر في الإجراءات. وتحدث عدد من أصحاب الفضيلة القضاة بمناسبة إقامة الندوة العدلية الأولى بمدينة أبها اليوم الاحد 25/6/426ه للتعريف بالأنظمة العدلية منوهين بما أولته الدولة لمرفق القضاء من اهتمام كبير وعناية خاصة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله ومن بعده الملوك سعود وفيصل وخالد رحمهم الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وشهد تطوراً كبيراً في جميع مرافقه الإدارية والتنظيمية وغيرهما.. فقد لفت فضيلة الدكتور ناصر بن إبراهيم المحيميد رئيس محاكم عسير النظر إلى أن الله سبحانه وتعالى مَنّ علينا في بلاد التوحيد ودولته المملكة العربية السعودية بأئمة يقومون بتحكيم الشرع ويسعون إلى تطبيق أحكامه حتى صار عملهم في وقتنا الحاضر منهجاً يحتذى وطريقاً يهتدي به الناس في سائر المعمورة مؤكداً أن هذا الأمر هو شأنهم منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله إلى وقتنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين وفقه الله وقد شهدت المملكة العربية السعودية خلالها نهضة شاملة وتطوراً مستمراً في جميع نواحي الحياة. وبين أن وزارة العدل بجميع فروعها ومحاكمها نالت حظاً وافراً من التطوير والنماء شمل جميع المناشط القضائية والإدارية والمالية فكان الواقع شاهداً بهذا التطوير الشامل والرعاية الكريمة لكونها تشمل مرفقاً هاماً يعنى بالعدل وإقامته والحكم بين الناس بالحق ولذا فإن هذه البلاد لشامة بين الأمم ومثال يحتذى به تطبيقها لشرع الله القويم الذي أورثها رخاءً وأمناً شهد لها به الجميع وهو أمر ظاهر ولله الحمد. من جانبه أكد رئيس محاكم منطقة القصيم الشيخ منصور بن مسفر الجوفان اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الدائم بالقضاء ومرافقه بشكل يلمسه كل المواطنين وبخاصة العاملين في هذا المجال وقال: لقد اهتمت حكومة المملكة العربية السعودية بالقضاء اهتماماً كبيراً وأولته عناية خاصة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله تعالى - ومن بعده أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد - رحمهم الله - حتى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وحكومته الرشيدة. وأبرز فضيلته تطور القضاء في عهد خادم الحرمين الشريفين حيث شهد تطوراً كبيراً في جميع مرافقه الإدارية والتنظيمية وغيرهما وإنشاء ما يلزم لذلك من مبانٍ وإدخال التقنية الحديثة في إجراءات التقاضي مما سهل سرعة إنجاز القضايا والتغلب على الكثير من الروتين الإداري. من جهته قال فضيلة رئيس المحكمة الجزئية بالرياض الشيخ الدكتور صالح بن إبراهيم آل الشيخ: ان من نعم الله علينا في هذه البلاد أن سعى أولو الأمر فيها إلى تحكيم الشريعة الإسلامية منذ بدء تأسيسها وجمع شتاتها حيث تمسكوا بالشريعة الإسلامية وجعلوها نبراساً يستضاء به في كل أمورهم مما أوجد قضاءً متميزاً لا تشوبه شائبة الأهواء والأغراض لأنه يحكم بشريعة منزلة من حكيم عليم خبير بأمور عباده قال تعالى {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون}. وأضاف: هذا التشريع له صفات يتميز بها على سائر الأنظمة والدساتير التي من وضع البشر فهو صالح لكل زمان ومكان وصالح للناس أجمعين لأنه ينشر العدل ويحفظ الأعراض ويصون الذمم ويدعو إلى السلام والمحبة وفعل الخير، والناس عنده سواسيه في الحق لا فرق بين كبير وصغير، لهذا سعت حكومة المملكة العربية السعودية وفقها الله منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وتبعه أبناؤه الكرام حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين سعت إلى الاهتمام بالقضاء والقضاة وأولوهما كل اهتمام ورعاية فلا غرو أن يتوج هذا الاهتمام بإصدار الأنظمة العدلية التي تتفق مع الشرع وتخلو من التعقيد وتخدم العمل القضائي وتحقق المرونة في الإجراءات وتذلل ما صعب وتيسر الأمور.. وخلص الدكتور آل الشيخ إلى التأكيد على أن هذه الأنظمة تهدف إلى تطوير العمل القضائي وأساليبه وتجسد وتترجم اهتمام أولي الأمر بمرفق القضاء. وأشاد بجهود معالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ قائلاً: منذ أن تسلم هذا المرفق سعى وفقه الله إلى الرفع من مستواه وتحقيق ما يصبو إليه من تنظيم ورقي وتقدم حتى وصل إلى ما يحفظ للقضاء مكانته وللمتداعين حقوقهم. من جهة أخرى استدل فضيلة رئيس محاكم منطقة تبوك الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد على أن القضاء في المملكة يلقى عناية واهتماماً كبيراً من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مؤكداً أن المتأمل لتاريخ القضاء في المملكة العربية السعودية والدارس للمراحل التي مر بها يجد أن للقضاء مكانة عالية منذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله رحمة واسعة، حيث أولى المؤسس لهذا الكيان القضاء والقضاة عناية أعطى جل اهتمامه بهذا المرفق الهام في حياة الأمة.. وقال: لقد برز هذا الاهتمام بتعيين القضاة وسن الأنظمة والتعليمات والحرص على ربط جميع القضايا والفصل فيها لجهاز القضاء وترافق ذلك مع فتح المحاكم في ربوع المملكة من مدنها وقراها وهجرها مع إنشاء رئاسة القضاء وربط جميع القضاة بهذه الرئاسة لتكون المرجع الرسمي لهم ومن ثم قيام الرئاسة بمراقبة أعمال القضاة وتوجيههم وتدقيق القضايا الهامة وامتدت هذه العناية من بعد الملك عبدالعزيز إلى أبنائه من بعده ولم يكن هناك أي تراجع بل رسخت العناية بالقضاء لما له من أهمية قصوى وعظيمة في فصل الخصومات ونشر العدل وتحقيق الأمن حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله الذي أعطى للقضاء والقضاة دافعاً قوياً فكان هناك التوسع في المحاكم وفصل بعض التخصصات القضائية وإنشاء مجلس القضاء الأعلى وإصدار مجموعة من الأنظمة والتعليمات التي انصبت كلها في رفع مستوى إنشاء بعض المحاكم الرئيسية وتهيئتها بما تحتاجه من أثاث وأيدٍ عاملة مع الأخذ بتقنية العصر كالحاسب الآلي وغيره ثم جاءت العناية الكبرى بمرفق القضاء بصدور الأنظمة العدلية (نظام المرافعات ونظام الإجراءات الجزائية ونظام المحاماة ونظام السجل العيني للعقار). وبين الشيخ الحميد أن ما يميز القضاء في المملكة العربية السعودية أنه يتصف بصفة عظيمة الا وهي تحكيم الشريعة الإسلامية في جميع القضايا المعروضة مما جعله مميزاً على سائر الدول والأمم والمجتمعات وقد أثبت القضاء في المملكة صلاحية الشريعة الإسلامية للاحتكام إليها وصدق الله العظيم القائل:{أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون}. واختتم رئيس محاكم منطقة تبوك الشيخ الحميد تصريحه بالتأكيد على أن جهاز القضاء في المملكة يتميز بوحدة المصدر والشمول والاستقلالية ومجانية التقاضي، إضافة إلى العدل والإنصاف الذي يعد من مفاخر هذه البلاد المباركة أدام الله عليها أمنها وطمأنينتها في ظل قيادتها الرشيدة وأدام الله عزها وحماها من الشرور والفتن إنه سميع مجيب.