نددت بنغلادش الجمعة بقرار الولاياتالمتحدة وقف امتيازاتها التجارية بسبب ظروف العمل الخطيرة في البلاد بعد كارثة انهيار مجمع يضم عدة مصانع ثياب في الأونة الاخيرة، مشددة على انها اتخذت إجراءات ملموسة لتحسين معايير السلامة. وفي إعلانه ان بنغلادش خسرت امتيازاتها التجارية، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان حكومة دكا لم تتمكن من حماية الحقوق الاساسية للعمال. لكن السلطات في بنغلادش التي ترغب بشدة في اقناع كبرى الشركات العالمية بابقاء مصانعها في البلاد، قالت انها ادخلت سلسلة اصلاحات منذ وقوع كارثة انهيار المجمع في 24 ابريل التي اوقعت 1129 قتيلا، في اخر حادث من سلسلة كوارث شهدتها هذه الصناعة. وقالت وزارة الخارجية في بيان "لا شيء يمكن ان يكون مثيرا للصدمة للعمال في بنغلادش اكثر من قرار تعليق نظام الامتيازات -جي اس بي- الالية التي تقدم بعض الفوائد التجارية للدول النامية". واضافت ان العقوبات تاتي "في وقت اتخذت فيه بنغلادش اجراءات ملموسة لتحسين سلامة المصانع وحماية حقوق العمال"، وتابعت "فيما تحترم بنغلادش بالكامل قرار شريك تجاري، تعبر عن قلقها الشديد ازاء هذا الاجراء القاسي الذي قد يأتي بعواقب جديدة لقطاع التجارة الثنائية الذي كان مزدهرا". والامتيازات التي تتضمن تجارة بدون رسوم جمركية منحت لبنغلادش بموجب برنامج يعرف باسم "جي بي اس" او نظام الامتيازات المعمم والذي يلغي الرسوم الجمركية على الواردات من 127 دولة لمساعدة نموها. ورغم ان هذا البرنامج لا يشمل صناعة الملابس، الا ان هذه الخطوة تشكل احراجا لحكومة بنغلادش التي تعمل جاهدة لاقناع المصانع الاجنبية بانها جدية في مسألة تحسين معايير سلامة العمال. وفي رد فعلها على القرار الاميركي، اشارت وزارة الخارجية الى سلسلة من الاصلاحات التي اتخذتها اخيرا منذ كارثة ابريل بما يشمل تغيير قوانين العمل واتفاق مع منظمة العمل الدولية. وقال جوهر ريزفي مستشار السياسة الخارجية لرئيسة وزراء بنغلادش شيخة حسينة واجد انه يأمل في ان تعود الادارة الاميركية عن قرارها قبل نهاية السنة وقال لوكالة فرانس برس "نأمل في ان الولاياتالمتحدة ستعيد النظر في وضعنا في اطار هذا البرنامج خلال ستة اشهر وتعيد لنا الامتيازات"، وكانت الولاياتالمتحدة اعلنت مساء الخميس تعليق الامتيازات التجارية الممنوحة لبنغلادش بسبب ظروف العمل الخطيرة التي يعاني منها العمال في هذا البلد. وقال ممثل التجارة الخارجية الاميركية مايكل فورمان في بيان ان "المآسي التي شهدها اخيرا قطاع النسيج في بنغلادش "سلطت الضوء على الانتهاكات الفادحة لحقوق العمال ولمعايير السلامة في المصانع ببنغلادش". واضاف البيان ان الرئيس الاميركي قرر انهاء العمل ببعض الامتيازات التجارية التي كانت ممنوحة لدكا، وذلك لممارسة ضغوط على بنغلادش وحضها على اخذ اجراءات تحسن سلامة العمال. واضاف البيان ان اوباما اصدر أمرا تنفيذيا جاء فيه انه "من المناسب تعليق عضوية بنغلادش في برنامج -جي سي بي- للدول النامية لانها لم تتخذ او لا تتخذ اجراءات لتطبيق القوانين الدولية للعمال في بلادها". ويعني تعليق هذه الاعفاءات ان العديد من كبريات شركات الملبوسات التي تصنع منتجاتها في بنغلادش ستصبح مضطرة لدفع رسوم جمركية حتى تتمكن من تسويق بضائعها في السوق الاميركية. وفي 24 ابريل انهار مبنى مؤلف من تسع طبقات في سافار بضاحية دكا مما اسفر عن مقتل اكثر من الف شخص غالبيتهم من النساء، في أسوأ مأساة صناعية في البلاد. وكان المبنى يضم خمسة مصانع للألبسة الجاهزة ويعمل فيه اكثر من 3500 عامل نسيج يقبضون احيانا اقل من 40 دولارا في الشهر، ومنذ نوفمبر 2012، اسفرت الكوارث التي طاولت صناعة النسيج في بنغلادش عن مقتل 1250 شخصا على الاقل في صفوف العمال، ونددت النقابات بظروف العمل وخطورة مقار العمل في هذه المصانع والمشاغل حيث يعمل ثلاثة ملايين عامل -معظمهم من النساء- لقاء ما يعادل 40 دولارا في الشهر وخصوصا لحساب علامات تجارية غربية لصناعة الألبسة.