انتقدت عضو مجلس الشورى الدكتورة حنان الأحمدي توسع المهام التي تضطلع بها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد, مستدلة بالبيانات شبه اليومية الصادرة عن الهيئة والتي تحتوي أحيانا قضايا تخص تقشر دهان جدران أحد المدارس أو آلية تعامل موظف مع مراجع, مشيرة أن المدى واسع جداً للمهام التي تنتظر "نزاهة", وهي بحاجة إلى تركيز على المشكلات الكبيرة والقضايا الإستراتيجية في مكافحة الفساد والأداء العام للمؤسسات وليس على طلاء دهان مدرسة أو أسلوب تعامل موظف مع مراجع. وأوضحت في حديثها ل"الرياض" أهمية هذه القضايا والتي من الاجدر أن توكل لإدارات رقابية بداخل الأجهزة الحكومية لتقوم بهذا الدور, وقالت: أن الصورة العامة لمكافحة الفساد وأعمالها مازالت مضطربة في أذهان الناس بسبب اهتمامها ببعض الأمور الصغيرة مما يشوش النظرة للمواطن ويجعله يفقد الثقة, وذلك يعود لعدم فهم بعض أفراد المجتمع لمهام نزاهة وعدم اطلاعهم على تنظيمها ومهامها وأكدت د.الأحمدي أنه من حق المواطن أن يستعجل ويطالب بسرعة نتائج عمل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد, حيث أثبتت منظمة الشفافية العالمية أن المملكة تحتل المرتبة ال 44 من 100 بين الدول الأخرى في موضوع الفساد, مما يعني لدينا فساداً بدرجة كبيرة.. وأضافت أن المواطن نفد صبره ومن حقه أن يطالب, ولقد شاهدنا موقفه في حادثة سيول جدة وكثير من المشروعات المتعثرة, وتشكيكه في الجهود الخاصة بحماية النزاهة ومكافحة الفساد. مطالبة من نزاهة أن تركز على القضايا الإستراتيجية التي تلامس هم المواطن, وأن تترك القضايا الصغيرة للجهات الحكومية لتتولاها, حيث إن مكافحة الفساد جهد جماعي ولن تستطيع مؤسسات مكافحة الفساد وحدها أن تقوم بهذا الدور. وجددت الدكتورة حنان على ضرورة اهتمام نزاهة بتأسيس إدارات للمراجعة الداخلية لدورها في تنظيم آلية العمل وتقليص نسبة وقوع الفساد المالي والإداري داخل المنظمات.