أكد تقرير نفطي متخصص أن النفط والغاز الصخريين لن يشكلا تهديدا لإنتاج النفط التقليدي الرخيص في دول الخليج. وأوضح أن تكلفة إنتاج النفط من المكامن الصخرية تبلغ ما بين 65 إلى 75 دولارا للبرميل مقارنة بنحو 7 إلى 15 دولارا للنفط التقليدي. ووفقا للتقرير فان التقديرات تشير إلى أن احتياطات الغاز الصخري تضع المملكة في المراكز الأولى بحوالي 645 تريليون قدم مكعب الذي يمكن استخراجه ان وجدت البنية التحتية اللازمة لذلك. وبين تقرير المركز الكويتي أن ثورة النفط والغاز الصخريين، ظهرت بشكل مفاجئ الى السوق في الأعوام الخمسة الأخيرة، بعد تطوير تقنيات باستخدام الماء العذب والرمال ومواد كيماوية تساعد في استخراج تلك الاحتياطات كما هو الآن في الولاياتالمتحدة، فيما تشير التقديرات إلى أن إنتاج أمريكا من الغاز الصخري سيتجاوز إنتاج المملكة وروسيا، حيث ان اكتشاف النفط الصخري في الولاياتالمتحدةالأمريكية قد يجعلها أكبر منتج للنفط في العالم بحلول 2020 وأكبر منتج للغاز في 2015 وسوف تكتفي ذاتيا في مجال الطاقة بحلول 2035، وقد يكون ذلك ممكناً. وقال التقرير إنه فيما يخص تأثيرات الغاز الصخري في دول الخليج وفقدان مكانتها الإستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، بسبب استغنائها عن نفط المنطقة، فذلك من المستبعد تماماً، فطالما تستورد الولاياتالمتحدة برميلاً واحداً من الخارج، فلن تستغني عن الشرق الأوسط، ومع ذلك قد نجد أن استقلالها التام في مجال الطاقة قد يؤثر فقط في طبيعة مواقفها السياسية. أما من الناحية الاقتصادية فلن يؤثر كثيراً نظراً لعدة أسباب أهمها ان الدول المصدرة للنفط لم تعد في حاجة ملحة للاستيراد الأمريكي مطلقاً، فطبقاً لتقرير وكالة الطاقة الدولية، فان الطلب على النفط سيزداد بنسبة %7 حتى 2020 من الصين والهند تحديداً، اللتين تشهدان تقدماً تقنياً مذهلاً وستبقيان تتمتعان بنمو كبير في المستقبل المنظور، ونفط الشرق الأوسط سيظل مطلوباً لعقود مقبلة، وأسعاره ستتجاوز 215 دولاراً للبرميل عام 2035 أو ما يعادل 125 دولارا بالقيمة الحالية. ومن حيث تكاليف الإنتاج فإمكانات النفط الصخري في الولاياتالمتحدة لا تزال تصطدم مع الارتفاعات الحادة لتكاليف الانتاج لأنه يأتي من مصادر غير تقليدية على الرغم من المحاولات الراهنة لإيجاد تقنيات أقل تكلفة لانتاجها ورفع جدواها الاقتصادية، فهناك تقنيات في التكسير الهيدروليكي والحفارات المتعددة الرؤوس تعتمد على استخدام الطاقة والماء بكثافة والتي تقوم بدفع الماء والرمال والمواد الكيميائية المضغوطة في الآبار رأسيا وأفقيا في تكوينات صخرية. ولكن العقبات لا تزال كثيرة خصوصاً في القضايا البيئية فوق وتحت سطح الأرض وأيضا ندرة كمية المياه المطلوبة للاستخراج في الأماكن الصحراوية وأيضا مشكلة التخلص من المياه الملوثة الكيماوية المستخدمة لانتاج النفط الصخري، وكذلك تحديات نقص المياه الصالحة للشرب ونقص في القوى العاملة من ذوي الخبرة في ذلك المجال المعقد الذي قد يقلل من توقعات تحقيق الولاياتالمتحدةالأمريكية الاكتفاء الذاتي من النفط بحلول عام 2015 أو في 2020 أو حتى 2025.