فيلم «صحاري» له ملمس شيء مليء بأشياء اكثر من حبوب الرمال في الصحراء - شخصيات وحبكات ونكات وانفجارات ومزاح بين الأصدقاء والرفرفة الرومانسية لأناس جميلين يقعون في الحب. انه اعادة طويلة جداً (وأحياناً مثيرة) وواعية بالبيئة لأحد افلام انديانا جونز، بما في ذلك شخصية متمسكة بمبالغة بقبعتها. الا انه بشكل عام فيلم بوبكورن يضج بالمتع البصرية: في دور ديرك بيت، بطل رواية كلايف كاسلر التي اقتبس منها «صحاري» بشرة ماثيو ماكونوهي تزداد سمرة وعضلاته تكبر وأسنانه تزداد بياضاً حتى وعندما يغوص الى اعماق الخطر. كل قطعة من الممثل على صعيد الوسامة تتساوى مع بنيلوب كروز التي تبدو انها خرجت للتو من احد اعلاناتها لحساب رالف لوران، بصرف النظر عن المأزق الذي تجد نفسها غارقة فيه. بذلة الخاكي والبلوزة الضيقة والمعطف المجعد الذي هو الموضة هذه الأيام هي ما يجب ان ترتديه كروز عندما تكون متقمصة دور الدكتورة ايفا روخاس التي تعمل في منظمة الصحة العالمية. فلا عجب، اذن، ان يقال ان هذين النجمين وقعا في الحب على البلاتو.. وهل كان بوسعهما ان لا يقعا؟ الا ان ماكونوهي يفتقر الى حضور هاريسون فورد القوي وإن كان لا ينقصه سحره. اما كروز فهي مؤثرة اكثر في زيها الأنيق على غير عادة. وحتى الأشرار يبدون جميلين في «صحاري». لامبرت ويلسون في دور الصناعي الفرنسي ايف ماشارد يرتدي ويتصرف ايضاً وكأنه عارض ازياء مع انه يقوم بعمل حقير يتعلق بالنفايات السامة. هل التبس عليك الأمر؟ سنخلصك من الارتباك لأن اي فيلم حركة كبير وصارخ لا يجب ان يجعلك تجهد ذهنك كثيراً. ديرك وصديقه المفضل وزميله المستكشف آل جيوردانو (ستيف زاهن) يبحثان عن سفينة حربية من ايام الحرب الأهلية مفقودة منذ زمن بعيد وتحمل كنزاً مخبأ ويعتقدان انها وصلت الى افريقيا الغربية (وليام ه . مايسي، في دور قيادي نادر، يضفي على الفيلم بعض الوزن كرئيس لهم). وفي نفس الوقت وفي نفس المنطقة، تبحث ايفا عن رفيقها الدكتور هوبر (غلين تورمان) عن سبب مرض غامض اصاب عدداً كبيراً من الأشخاص. آه.. هل تعتقد ان ثمة صلة بين البحثين؟ انها مصادفة مجنونة. الا ان الفيلم، وهو اول اخراج لبريك ايزنر، مليء بالمصادفات الخانقة. الفريقان لا ينفكان يلتقيان بعضهما ببعض، وفي عراكهما في منطقة شديدة الوعورة - والصور الواسعة التي التقطها ايزنر تقدم ذلك بجمال اخاذ - فعليهم ايضاً ان يكافحوا محاولات تخريب يقوم بها أمير حرب من مالي (ليني جيمس) والصناعي الفرنسي الآنف الذكر. وبسحر ساحر ديرك وآل وايفا يتقنان ركوب الجمال، وفي احدى الوصلات يثبتون مهارتهم الفائقة الى حد انهم يقفزون من ظهور مطياتهم على سقف قطار مهرول. الا ان هجمات اعدائهم تستمر بشكل تبادل اطلاق نار متواصل. وفي النهاية تشارك انفجارات المدافع بل وحتى انفجار طائرة هليكوبتر في وطيس المعمعة. وفي احد المشاهد يصرخ آل «لقد سئمت من اطلاق النار علي». وهذا هو نفس نوع الشعور الذي يحس به الجمهور في الصالة.