أثناء تحليق مؤشر الأسهم السعودية فوق السحاب (2005م) مر بنا أعاجيب حيث اشتغلت مراوح الطمع واشتعلت نيران الجشع وباع البعض منازلهم ومصاغ نسائهم جرياً وراء المزيد من النقود مع أن أوضاعهم جيدة والمخاطر كبيرة كبيرة وقتها.. قال لي مدير أحد البنوك: كان فيه (شايب) يأتي لي ويطلب من حسابه مئة ألف ريال أو مئتين أو ثلاثة نقداً وعداً فأحضرها له فيشمها بعمق ويقلبها بين يديه تقليب عاشق ولهان ثم يعيدها لي ويقول: (دخلها الحساب وهات الايصال!).. أرهقني بتكرار العملية المزعجة والتي لا جدوى منها سوى (شم الفلوس) وأنا مضطر لمجاملته لكبر سنه ورأس ماله! لكنني تشجعت وقلت: يا عم ما المعنى من طلب الفلوس نقداً من الحساب ثم إعادتها للحساب خلال دقائق؟! سامحني على السؤال ولكن إن لم أعرف سيقتلني الفضول! قال: هذا ما أربحه في السوق كل يوم أريد أن أراه وأشمه وأضمه فرائحته أحلى من رائحة الولد ومن رائحة المعشوقة لدى العاشق! ومرت شهور، يقول المدير: ولم أعد أرى الرجل المسن وتخلصت من حمل رزم النقود وإعادتها وإن هي إلاّ فترة فجاءني ورثته بالصكوك يريدون التركة!.. رحمه الله لم يستفد من نقوده الكثيرة سوى الشم! وربما سارع انهيار السوق في إصابته بالسكتة.. ولكل أجل كتاب.