دفعت أزمة انقطاع التيار الكهربائي الباكستانيين للنوم على الأرصفة والحدائق العامة وعلى أسقف المنازل بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يومياً مع بداية فصل الصيف الذي وصل فيه الانقطاع اليومي إلى 18 ساعة في مختلف المناطق الباكستانية. وبدأ الاكتئاب يلاحق العامة بسبب قلة النوم خلال ساعات الليل التي تهاجم فيها أسراب من البعوض النائمين في الأماكن المفتوحة، بينما توقفت معظم المصانع المحلية عن الإنتاج بسبب قلة إمدادات الطاقة التي تعتبر العامل الأول والأخير لتشغيلها، بينما أصبح الآلاف عاطلين عن العمل. كما أثرت أزمة الكهرباء على الصحة العامة في باكستان، حيث تسبب انقطاع التيار الكهربائي وتوقف وسائل التبريد عن العمل مثل المراوح والمكيفات إلى مصرع نحو 9 أشخاص في مختلف المستشفيات الباكستانية لعدم توفر التيار الكهربائي وبالتالي عدم قدرة معظم المستشفيات على تشغيل الآليات الخاصة بالعلاج ومراقبة حالة المرضى دون توفر الكهرباء، وفي المدارس ارتفعت حالات الإغماء بسبب انقطاع الكهرباء بين الأطفال الصغار والكبار، بينما لقي نحو 5 شبان مصرعهم إثر غرقهم بإحدى الأنهار والذين كانوا يبحثون عن مفر من حرارة الصيف الحارقة التي وصلت إلى ذروتها مع نهاية شهر يوليو. وباتت أزمة الكهرباء الحدث الأكثر والأهم في باكستان، في الوقت الذي يتحدث فيه الباكستانيون عن حل لهذه الأزمة ما بعد وصول نواز شريف إلى كرسي رئاسة الوزراء بعد فوزه في انتخابات 11 مايو الجاري. بينما يرى المراقبون بأن أزمة الكهرباء تمثل أكبر تحد سيواجهه نواز شريف، وذلك في الوقت الذي وصل فيه العجز في إنتاج الطاقة الكهربائية إلى 6100 ميجاواط في الوقت الذي لا تنتج فيه باكستان سوى 9600 ميجاواط مقابل الطلب الذي قد وصل إلى 15700 ميجاواط. هذا وقد بدأت الحكومة الانتقالية في باكستان تفكر في إيجاد حل سريع للأزمة في ظل ارتفاع معدلات الوفيات في باكستان بسبب حرارة الصيف والعوامل الأخرى المرتبطة بانقطاع التيار الكهربائي.