روى عدد من ركاب مترو لندن امس وقائع قيام شرطي بلباس مدني باطلاق النار على رجل «ذي ملامح باكستانية» واردائه قتيلا اثر ملاحقته في محطة مترو ستوكويل في جنوبلندن. واعلنت الشرطة البريطانية (سكتلنديارد) ان الرجل الذي قتل أمس في المحطة خرج من منزل وضع تحت المراقبة بعد تفجيرات الخميس الفاشلة. وقالت الشرطة في تصريح مكتوب للصحافة ان «التحقق جار لمعرفة هوية الرجل ولا يعرف بعد ان كان من الاشخاص الاربعة الذين وزعت صورهم ونسعى الى تحديد هوياتهم». واضافت الشرطة في بيانها ان «الرجل الذي قتل كان يخضع لمراقبة الشرطة لأنه خرج من منزل موضوع تحت المراقبة في اطار التحقيق في الحوادث التي وقعت الخميس». واوضحت «ان عناصر الشرطة الذين كانوا يتولون الحراسة تبعوه حتى المحطة. ولقد اثارت ثيابه وتصرفاته الشكوك». وقال شاهد يدعى مارك ويتبي لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» ان الرجل قتل بعد ان اطلقت عليه خمس رصاصات مباشرة. واوضح ان «الرجل الاسيوي الملامح كان يركض نحو عربة المترو يلاحقه ثلاثة من رجال الشرطة بثياب مدنية». وقال هذا الشاهد الذي يؤكد انه لم يكن يبعد عن مكان الحادثة اكثر من خمسة امتار، ان الرجل تعثر وتم تثبيته على الارض و«كان احد الشرطيين يحمل مسدسا اسود بيده اليسرى فصوبه نحوه واطلق عليه خمس رصاصات ومات، انا رأيت ذلك». واكد الشاهد ان الرجل كان «ينظر الى اليمين والى اليسار وبدا مذعورا للغاية». واضاف «كانت ملامحه باكستانية ويضع قبعة بيسبول ويرتدي معطفا سميكا شبيها بمعاطف الشتاء. لربما كان يخبئ شيئا في معطفه نظرا الى عدم وجود سبب لارتداء مثل هذا المعطف في ظل هذا الطقس». واكد ويتبي ان الرجل «لم يكن يحمل شيئا في يديه او على ظهره». وروى الصحافي كريس مارتن الذي كان ينتظر المترو في محطة ستوكويل انه شاهد تدخل عدد من الرجال على مسافة عشرين مترا منه. وقال «من الواضح انه كان هناك شجار وقد ألقى هؤلاء بالرجل بين ابواب القطار المفتوحة ومن ثم سمعت طلقات نارية. ظننت انني سمعت ثلاث طلقات لكن قيل لي انهم اطلقوا خمس رصاصات». من جهته، قال شاهد يدعى كريس ولز (28 عاما) انه رأى «حوالى عشرين» شرطيا بعضهم مسلحون، يدخلون محطة المترو «ورأيت ذلك الرجل يقفز من فوق الحواجز وكان الشرطيون يلاحقونه». إلى ذلك، ناشدت الشرطة البريطانية امس الجمعة الجماهير مد يد العون إليها في تعقب الرجال الاربعة الذين يعتقد أنهم المسؤولون عن محاولات التفجير الفاشلة أول من أمس. وتمركز الضباط البريطانيون على مقربة من مواقع الانفجارات الاربعة في محطات قطارات الانفاق أوفال وشيبردز بوش ووارن ستريت تيوب وهاكني روود حيث دمرت حافلة ليتمكنوا من أخذ أقوال الشهود. وناشدت شرطة سكوتلاند يارد أيضا تقديم صور ولقطات الهواتف المحمولة التي اتخذت قبيل أو في أعقاب الأحداث. وفيما تحقق الشرطة في هذه التفجيرات التي تأتي بعد أسبوعين من الهجمات التي استهدفت شبكة النقل وتسببت في مقتل 56 شخصا على الاقل تركزت التكهنات الاعلامية على من يحتمل أن يكونوا وراء الاحداث الاخيرة. ونقلت التقارير عن مصادر بالشرطة أن البحث يتركز على متطرفين إسلاميين. وذكرت تقارير صحافية أن الشرطة تشعر بالتفاؤل بشأن فرص ضبط منفذي هجمات الأمس الذين لاذوا جميعا بالفرار عندما لم تنفجر القنابل التي كانوا يحملونها بشكل سليم. وضبطت الشرطة العبوات الناسفة الاربع في حالة سليمة مما سيجعل لها قيمة بالغة أثناء سير التحقيقات. وأشارت أنباء إلى أن هناك احتمالات كبيرة أن تكون كاميرات الامن في شبكة مترو أنفاق لندن وشوارع العاصمة قد سجلت صور المهاجمين وهم يلوذون بالفرار. ونقلت صحيفة صن البريطانية عن مصادر بالشرطة قولهم إن منفذي المحاولات ينتمون إلى «نفس العصابة» التي نفذت الهجمات قبل أسبوعين على أن الشرطة لم تعلق على هذا الامر. ونقلت تقارير صحفية أخرى معلومات عن شهود عيان شاهدوا منفذي الهجمات. ونسبت صحيفة غارديان إلى أحد شهود العيان قوله إن أحد المهاجمين أطلق صيحة دهشة عندما لم تنفجر العبوة الناسفة التي كان يحملها. وقال أبيشا مويو وهو أحد ركاب شبكة مترو أنفاق لندن لصحيفة ديلي ميل إنه سمع دوي انفجار فالتفت ورأى رجلا مسجى على أرضية عربة المترو وظن في البداية أنه أصيب بعيار ناري لكنه لاحظ أن الرجل الذي كان يبلغ من العمر عشرين عاما يرقد على حقيبة ظهر ينبعث منها الدخان. وبادر راكب آخر بجذب ذراع مكابح الطوارئ بالعربة فلاذ الرجل بالفرار على قضبان المترو. وقال مويو لصحيفة ديلي ميل «لقد نظرت إلى عيني الانتحاري». وذكر غاري كارتر وهو راكب آخر بأحد القطارات الثلاثة التي استهدفتها الهجمات الاخيرة لصحيفة ديلي اكسبرس أنه شاهد انفجارا ورأي الرجل الذي كان يحمل حقيبة الظهر التي انفجرت وكان يبدو «خائفا» ولكنه هرب تاركا الحقيبة وحاول ثلاثة أشخاص منعه ولكنهم لم يستطيعوا. وتواجه الحكومة والشرطة البريطانية احتمال أن تكون لندن معرضة لسلسلة طويلة من الهجمات. واعتقلت الشرطة البريطانية رجلاً في محطة للقطارات بمدينة برمنجهام أمس الجمعة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب لكن لم يعرف ما إذا كان الرجل يشتبه في ضلوعه في محاولات التفجير الفاشلة التي وقعت الخميس في العاصمة لندن. وذكرت الشرطة أن خبراء المفرقعات يفحصون حقيبتين في محطة سنو هيل للقطارات في برمنغهام في أعقاب اعتقال الرجل. واعتقلت الشرطة رجلاً في وقت سابق أمس قرب محطة ستوكويل لقطارات الأنفاق في جنوبلندن فيما يتعلّق بمحاولات التفجير التي وقعت بعد أسبوعين من التفجيرات الانتحارية التي هزت لندن وقتل فيها 52 شخصاً في شبكة قطارات الأنفاق وإحدى حافلات الركاب.