اصبحت البوابة الإلكترونية لموسوعة المملكة تشكل نافذة عالمية للاطلاع على شتى جوانب الحياة في المجتمع السعودي قديماً وحديثاً، والتعرُّف على خصائصه الحضارية والثقافية وإمكاناته الاقتصادية والسياحية وغيرها من المجالات التي تهم الباحثين والدارسين للشأن السعودي. نتتبع مسيرة تحقق هذا الإنجاز التي استغرقت حتى موعد تدشين الموقع قرابة 11 عاماً كاملة لتقدم "سجل الوطن" "موسوعة المملكة" لأبنائه والعالم أجمع بشكل يليق بمكانة المملكة، وتعبِّر بحق عن ما تشهده من نهضة شاملة. وقد أخذت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على عاتقها مسؤولية العمل لتحقيق هذا الحلم بجهود حثيثة انطلاقاً من قناعتها بمخاطر نقص المعلومات عن المملكة، وما ينتج عن ذلك من اجتهادات خاطئة قد تسيء عن قصد أو غير قصد إلى صورتها الحقيقية في أذهان أبناء الدول والمجتمعات الأخرى، فضلاً عن أهمية ذلك في دعم صناعة القرار ورسم الخطط والبرامج المستقبلية. وانطلقت المكتبة في تبنيها لفكرة إصدار الموسوعة من استشعار للواجب الوطني وإدراك للقيمة المعرفية والعلمية لمثل هذا العمل المرجعي الضخم سعياً إلى تزويد المكتبة السعودية والعربية والعالمية بإصدار موسوعي موثّق يقدم معلومات وافية عن المملكة، ويكون مرجعاً علمياً للباحثين والكتاب والإعلاميين وجمهور القراء، والتعريف بمناطق المملكة ومدنها وقراها، وإفادة أبناء المجتمع السعودي بمختلف فئاتهم وإشباع رغباتهم في معرفة بلادهم في ماضيها المجيد وحاضرها الزاهر، وإتاحة الفرصة لأبناء المجتمعات الأخرى للاطلاع على تاريخ المملكة وحاضرها ومظاهر التنمية والتطور التي تعيشها، والاستفادة في ذلك من وسائل التقنية الحديثة، بما في ذلك الشبكة الدولية للمعلومات "الإنترنت". وكانت الخطوة الأولى بتشكيل الهيئة الاستشارية لمشروع الموسوعة برئاسة معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وعضوية نخبة متميزة من أعضاء مجلس الشورى والأكاديميين والمسؤولين بعدد من الوزارات والهيئات والجامعات السعودية، وتولت هذه الهيئة وضع إستراتيجية الموسوعة، وتحديد الأهداف المراد تحقيقها، والفئات المستفيدة منها، والشكل العام لها، والآليات والمعايير التي يجب اعتمادها في جميع مراحل إعداد الموسوعة مع الحرص على أن تستهدف الموسوعة مجموعة من الفئات تشمل الباحثين، والكتَّاب، والمؤلفين، وطلاب وطالبات التعليم العام، والدوائر الحكومية، والسفارات والقنصليات، والجهات الإعلامية، وأساتذة وطلاب الجامعات، والمستثمرين، والهيئات السياحية، والمؤسسات الثقافية، ومراكز الدراسات والبحوث، والمكتبات العامة والخاصة. وعلى ضوء دراسات وافية للأعمال الموسوعية العربية والعالمية، ومراجعة ضوابط إصدار الموسوعات ومعاييرها، تمّ الاتفاق على الهيكل العام للموسوعة بحيث تصدر في 20 مجلداً، وتغطي تسعة محاور هي: الخصائص الجغرافية، والتطور التاريخي، والآثار والمواقع التاريخية، والأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد، والحركة الثقافية، والخدمات والمرافق التنموية، والاقتصاد والثروات الطبيعية، والحياة الفطرية، والسياحة والتنزه، كما تمّ الاتفاق على إنشاء موقع خاص للموسوعة لتسهيل الاطلاع عليها, وكذلك ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية وعدد من اللغات العالمية الأخرى. ولتسهيل مهمة القارئ والباحث في سرعة الوصول إلى المعلومة المطلوبة، تم تكوين فريق متخصص في الكشافات والفهارس الفنية، نجح في إعداد كشافات عامة وشاملة تتضمن الأعلام والأمكنة وغيرها من المعلومات الأساسية، وتحديد أرقام الصفحات التي وردت فيها للرجوع عند الحاجة إليها بالإضافة إلى رفد جميع أبواب الموسوعة بمجموعات خاصة وحصرية من الصور الفوتوغرافية التي التقطها عدد من المصورين تم اختيارهم بعناية، وبلغ عدد هذه الصور ما يقارب (10000) صورة، تراوح بين500 و1000 صورة لكل منطقة من مناطق المملكة، وقد خضعت جميع صور الموسوعة للمراجعة للتأكد من مطابقتها للمادة العلمية، وجودتها، إضافة إلى المعالجة الفنية. وتحتوي الموسوعة ضمن وسائل الإيضاح على مجموعة كبيرة من الخرائط الجغرافية والطبوغرافية والتوضيحية للمملكة عموماً, ولكل منطقة على حدة.