تُعَد ظاهرة العُنف الرياضي في الملاعب ظاهرةً اجتماعية وتعتبر في بلادنا قليلة وهي ظاهرة ليست حديثة قد انتشرت منذ أن وُجدت الرياضة، والعجيب في الميدان الرياضي أنه كلما اشتد التنافس الرياضي من أجل المتعة وتقديم الأفضل زاد العنف وكثرت المشاكل خصوصاً في كرة القدم، وللعنف أشكال وأساليب مختلفة، مثل العنف بالألفاظ السيئة والصراخ والعويل، أو العنف المادي الذي يتسبب في الخسائر المادية بصفة خاصة، أو عنف اللاعبِين فيما بينهم أو عنف المشجعين ضد فريقهم لا سيما إذا كانت المباراة حاسمة، وتعود أساب ظهورها بين المجتمع الرياضي لعوامل كثيرة منها عدَم وعي الشباب بأهمية الرياضة وأنها هواية وفن وأخلاق قبل أن تكون تنافسا رياضيا من أجل الشهرة والمال وتحقيق البطولات، وأنها محفل اجتماعي يعمه الود والتواصل والإخاء، وتلبي الميول الرياضية بالتشجيع السليم أو دور الإعلام في التعصب الجماهيري الزائد أو غيابه عن التوجيه أوالتصريحات غير الهادفة من قبل الإداريين أو المدربين أو اللاعبِين أوربما يكون التحكيم ضعيفا أو بسبب قلة الإمكانيات المادية التي تؤثر على الفريق فيعود ذلك سلبا على نفسية اللاعب وأدائه وإن وجود العنف الرياضي خصوصا في كرة القدم ينجم عنه نتائج وخيمة على الفرد والمجتمع مثل غياب القيّم والأخلاق السامية والتلفّظ بالكلام البذِيء وانتشار الحقد بين الوسط الرياضي بسبب التعصب الممقوت وتعطيل حركة المرور عند الفوز. لذلك ينبغي على رجالات المجتمع تكاتف الجهود والبحث عن الحلول المناسبة للحد من هذه الظاهرة أو غيرها من الظواهر الخاطئة مثل تكثيف رجالات الأمن داخل المنشآت الرياضية وتدريبهم على السيطرة والتعامل مع مثل هذه الأحداث تعاملًا جيدًا خصوصاً في المنافسات الحاسمة وتفعيل دور الإعلام الرياضي بوسائله كافة في إرشاد الوسط عامة إلى القيم والتشجيع الحضاري وتثقيفهم إعلاميا بطرق التعبير السلمية ونشر الوعي الرياضي بينهم وتقبل الفوز أو الخسارة بروح رياضية، ومنها رفْع كفاءة التحكيم وتشجيع الحكام ماديا ومعنويا والحرص على تطبيق الأنظمة والعقوبات الرياضية على الإداريين والجهاز الفني واللاعبِين الذين يصدر منهم سلوك خاطئ . * أوثال