عقد وزراء خارجية دول مجموعة الاربع (المانيا والبرازيل والهند واليابان) اجتماعا في مقر الاممالمتحدة في نيويورك أمس الاول مع وفد من الاتحاد الافريقي من اجل التوصل الى اتفاق حول مشروع توسيع مجلس الامن. وحضر الوزراء يوشكا فيشر وسيلسو اموريم ونتوار سينغ ونوباتاكا ماشيمورا غداء عمل في مقر البعثة الدبلوماسية الهندية مع وفد من الاتحاد الافريقي برئاسة وزير خارجية نيجيريا اولو ادنيجي. وتناولت المحادثات الفوارق بين مشروعي توسيع المجلس اللذين قدمتهما المجموعتان. وقدمت مجموعة الاربع مشروع قرار لتوسيع مجلس الامن من 15 الى 25 عضوا مع اضافة ستة اعضاء دائمين لا يحظون بحق النقض (الفيتو)، اثنان منهم لافريقيا واربعة اعضاء غير دائمي العضوية. وكانت الدول الافريقية عرضت الاربعاء مشروعها الخاص لتوسيع مجلس الامن الى 26 عضوا، مع اضافة ستة اعضاء دائمين يحظون بحق النقض بينهم اثنان لافريقيا وخمسة مقاعد غير دائمة، بينها اثنان ايضا لافريقيا. لكن ادنيجي قال هذا الاسبوع ان الاتحاد الافريقي مستعد لبحث مسألة حق النقض. واعلن الوزير الهندي ان الطرفين عقدا «اجتماعا مفيدا وبناء ووديا» وحاولا العمل «ليس فقط على تخفيف الخلافات وانما على تبديدها». واعلن اموريم عن تشكيل مجموعة متابعة قريبا تضم ممثلي مجموعة الاربع والاتحاد الافريقي «للتوصل الى نتيجة مقبولة للجميع» يبحثها وزراء خارجيتهم حوالى 25 تموز «يوليو» في جنيف. من جهته قال وزير خارجية نيجيريا «كان لقاؤنا الاول. لقد احرزنا تقدما قدر الامكان اليوم». وكان وزراء خارجية مجموعة الاربع اجتمعوا في وقت سابق لمدة حوالى ساعة مع الرئيس الحالي للجمعية العامة في الاممالمتحدة جان بينغ (الغابون). وقال بينغ في ختام اللقاء الذي عقد في مكتبه «لقد عقدنا اجتماعا جيدا جدا ونريد مواصلة» ذلك. وقام وزراء خارجية مجموعة الاربع ايضا بزيارة بروتوكولية للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان. والمشروع الذي تدافع عنه مجموعة الاربع يواجه انتقادات شديدة من عدة دول بينها الولاياتالمتحدة وباكستان والجزائر. وحاليا فان الاعضاء الدائمين في مجلس الامن (الصين والولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وروسيا) هم الوحيدون الذين يملكون حق النقض في المجلس الذي يضم ايضا عشرة اعضاء غير دائمين ليس لديهم حق النقض. ومن اجل اعتماد مشروع مجموعة الاربع يفترض ان يوافق عليه ثلثا الجمعية العامة في الاممالمتحدة اي ان ينال 128 صوتا من اصل 191. ويعتبر دعم المجموعة الافريقية التي تضم 54 عضوا حيويا لتمرير النص. وقبل بدء الاجتماع مع الوفد الافريقي رفض وزير الخارجية الالماني اتهامات بعض الدول بان برلين وشركاءها ترغب في الدفاع عن مصالحها الخاصة عبر مشروع توسيع مجلس الامن. واعتبر ان دول مجموعة الاربع تدافع عن منظمة دولية «اكثر شفافية وفاعلية». وتساند فرنسا وبريطانيا مشروع مجموعة الاربع. وفي اذار «مارس» دعا كوفي عنان الدول الاعضاء الى اقتناص فرصة انعقاد القمة العالمية المرتقبة في منتصف ايلول «سبتمبر» قبل الجمعية العامة لتسوية مسألة اصلاح مجلس الامن. وعمليا فان كل العالم يعترف بضرورة توسيع مجلس الامن الذي لم تعد تشكيلته التي صدرت قبل 60 عاما تمثل الواقع العالمي، لكن لم يتم التوصل بعد الى اي توافق حول شكل هذا التوسيع.