أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انه ناقش مع الرئيس السوري بشار الأسد تطوير الجامعة العربية ومسألة الشاحنات اللبنانية على الحدود السورية وأمورا سياسية أخرى . وقال في تصريحات صحفية إن الأوضاع في العالم العربي غاية في الدقة ولم ينف موسى قيامه بوساطة بين سورية ولبنان بعد التوتر الذي شاب هذه العلاقات خلال الأشهر القليلة الماضية وخاصة بعد نشوء ما اسماه اللبنانيون أزمة الشاحنات على الحدود . وفيما يتعلق بتطوير الجامعة العربية أكد موسى بأن الجامعة تمر بمرحلة تطوير كبرى وتم اقرار تعديل في معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي واهم التغييرات التي أقرت ان المجلس الاقتصادي والاجتماعي بات مفتوحا للمجتمع المدني وقال «هذه نافذة جديدة في العمل العربي المشترك» ونوه في نفس الوقت إلى أن التصديق على هذا التعديل تجري مناقشته في البرلمانات العربية، و تمنى أن يتم التصديق في القريب العاجل . وفيما يتعلق بالبرلمان العربي الذي اقرته قمة الجزائر أكد موسى خلال افتتاحه اجتماعات الدورة 36 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك بأن البرلمان الانتقالي العربي سيجتمع في نهاية هذا العام وهو مؤلف من برلمان منتخب من برلمانات عربية ومدته 5 سنوات والتمثيل فيه متساو لجميع البرلمانات العربية ومهمته البدء بمناقشة الأمور المتعلقة بحاضر المجتمع العربي ومستقبله والإصلاح ووضع الأسس للبرلمان الدائم. وشدد على أن المهمة الأساسية للجنة التنسيق العليا للعمل العربي هي التنسيق بين العمل المشترك وتنفيذ قرارات القمة ومتابعة التنفيذ خصوصا أن العالم العربي يمر بحالة تطوير واصلاح ونوه إلى وثيقة التطوير والتحديث التي أطلقتها قمة تونس في 2004 التي تحدثت عن المسار الديمقراطي الضروري وحقوق الانسان والشفافية وحقوق المرأة وتمكينها والتعليم وتطويره . وكشف موسى عن وجود تفاوض بين خمس دول عربية في موضوع تجارة الخدمات «هناك خمس دول عربية تحضر الاجتماعات لتدرس انضمامها والفوائد التي يمكن تحقيقها» وأوضح موسى بأن التطور في العالم العربي بدأ منوها في الوقت نفسه إلى وجود أناس يعملون على دفع التطور للوراء وآخرين للأمام وكذلك «هناك قوى محافظة وقوى متحررة تدفع السفينة العربية مع باقي سفن العالم». وأكد عمرو موسى أن الضغوط الأمريكية على سورية كانت محور مباحثاته في الرياض ومن ثم دمشق وقال في تصريحات صحفية عقب لقائه وزير الخارجية السوري فاروق الشرع «أي مشاورات عربية بما فيها المشاورات التي أجريها لا يمكن إلا وتتعرض لكافة الأمور الخطيرة المطروحة على الساحة ومنها ما تتعرض له سورية ولبنان وأي دولة عربية أخرى» وأشار موسى إلى أن مباحثاته تطرقت أيضا إلى موضوع العراق وفلسطين ولبنان.. وفيما يتعلق بفلسطين شكك الأمين العام للجامعة العربية بنوايا إسرائيل وأشار إلى استمرارها في بناء جدار الفصل العنصري وخرقها القانون الدولي إضافة إلى تحديها لفتوى محكمة العدل الدولية ورفضها لقرار الأممالمتحدة الذي أيد قرار محكمة العدل الدولية «استمرار بناء الحائط والمستوطنات يؤكد سوء النوايا في نسف أي عملية سلام» . وحول الانسحاب من قطاع غزة أوضح موسى بأن أي انسحاب إسرائيلي من أي أرض عربية أمر مطلوب كيفما كانت طريقة أخراجه منوها في الوقت نفسه إلى أنه تطرق لهذا الموضوع خلال مباحثاته في الرياض وسورية من أجل تحديد مدى أرتباطه بالعملية السياسية ككل، وجدد موسى تأكيده على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية وقال «لسنا في موقف نستطيع أن نقبل فيه أو نسمح بصدام فلسطيني فلسطينيي». وأضاف الصدام يصب في خانة العدائية ضد العرب والفلسطينيين والمسؤول عنه مسؤوليته التاريخية كبيرة جدا في وقت يجب أن تكون الوحدة الفلسطينية السلاح الأساسي للفلسطينيين لمواجهة العدوان الخطير على وحدتهم وأرضهم وهويتهم . وفي موضوع العراق أكد موسى أن الجامعة تتابع وتناقش ما يجري في العراق وشدد على أن عروبة العراق موضوع مهم كون العراق عضوا مؤسسا في الجامعة العربية وعضوا رئيسيا في المجتمع العربي وعضوا رئيسيا في مجتمع الشرق الاوسط الذي يشكل العالم العربي عموده الرئيسي.