تابعت باهتمام كبير وتابع الكثير الكلمة الارتجالية التي ألقاها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد - حفظه الله - في افتتاح انطلاقة فعالية المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية حيث أكد سموه أن أساس الدولة السعودية قائم على العقيدة الإسلامية وأن أهم ما قام به الملك عبدالعزيز وأبناؤه من بعده هو أمن الحجاج والزائرين وأضاف سموه انه إذا كانت هذه البلاد منطلق الرسالة لأنحاء العالم فهي منطلق العروبة أيضاً والعرب تشرفوا بأن القرآن نزل بلغتهم وهو شرف ومسؤولية. هذه الكلمة تأتي تأكيداً بأن الدولة السعودية منذ أن تأسست حرصت على الجمع بين الإسلام والعروبة وخاصة بعد أن مرت قرون عديدة من حكم المسلمين غير العرب للجزيرة العربية وغيرها من المناطق العربية، فآل سعود كما ذكر سمو الأمير سلمان في محاضرته القيمة بالجامعة الإسلامية في 24/2/1432ه أسسوا الدولة السعودية الأولى على نفس المبادئ وأسسها العظيمة التي قامت عليها الدولة الإسلامية الأولى والتي تقوم على راية التوحيد واستعادت الدولة السعودية للجزيرة العربية الأمن والاستقرار الذي فقدته عدة قرون. وما حرص سموه على إبرازه في هذه الكلمة أن الدولة السعودية أعادت الوجه العربي الصحيح للجزيرة لأن هذه البلاد هي منطلق العروبة وانه على العرب مسؤولية كبيرة في قيادة العالم الإسلامي لأن القرآن الكريم نزل بلغتهم، فإذا كانت انطلاقة الدعوة من مكةالمكرمة فإن في المدينةالمنورة انطلقت الأسس الدعوية والسياسية معاً. وفي العودة إلى منتصف القرن العشرين نجد أن عدة أفكار ودعوات لاحياء القومية العربية وكانت تلك الأفكار والدعوات إما فردية كالناصرية أو حزبية من قبل أحزاب يسارية ولكنها لم تستمر ولم تتطور أو تنجح لأنها كانت بعيدة عن الأسس والمبادئ الإسلامية التي أعز الله بها العرب بعد أن كانوا قوماً مستضعفين وكذلك أعز الإسلام الأقوام الأخرى التي دخلت في دين الله أفواجاً لادراكهم بصحة العقيدة والمبادئ والأخلاق الإسلامية. وحرصت القيادة السعودية بالقرن العشرين عند ظهور تلك الأفكار والدعوات بكل جهدها لاقناع مفكريها وقادتها بأن التضامن العربي والوحدة العربية لا يمكن إقامتها إلا ضمن المظلة الإسلامية وعملت القيادة السعودية من أجل ذلك على دعم تأسيس منظمة التعاون الإسلامي لتضم الحكومات الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي لتجمع الشعوب الإسلامية. هذا من جانب ومن جانب آخر نجد أن كثيراً من الأدباء والمؤرخين العرب المسيحيين في بلاد الشام ومصر يعتزون بالنبي العربي محمد عليه الصلاة والسلام ويشيدون بفضل الإسلام في الحفاظ على عروبتهم ولغتهم طوال قرون عديدة وكذلك تحريرهم من حكم الرومان وأبرز مثال على ذلك حرص قساوسة كنيسة القيامة في القدس على حضور الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لاستلام مفتاح الكنيسة وذلك لإدراكهم ومعرفتهم بسماحة الإسلام وعدله واحترامه للمقدسات المسيحية وبقيت تلك الأماكن في ظل الحكم الإسلامي محمية ومصونة. * عضو مجلس الشورى