أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي الذي اعلنت عنه الهيئة، يجسد توجهات المقام السامي الكريم والدولة بإعطاء عناية خاصة بمواقع التاريخ الإسلامي، وتوثيق المواقع والمعالم المرتبطة بهذه الحقبة التاريخية العظيمة ودراستها، بهدف المحافظة عليها، وتهيئتها لتكون مواقع للدعوة ومعايشة التاريخ الإسلامي الذي تَشْرُفْ هذه البلاد أن أرضها كانت مسرحاً لمعظم أحداثه، مع التأكيد على الثوابت التي تقوم عليها الدولة والالتزام التام بعدم المساس بالعقيدة الصافية التي هي اساس وحدة البلاد واجتماع شعبها. وقال رئيس الهيئة إن إقرار برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي ينسجم مع الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة لتراثها الحضاري، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ومتابعة من سمو ولي عهده الأمين الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله -، ومن المؤمل أن يحقق البرنامج نقلة نوعية في العناية بمواقع التاريخ الإسلامي، والمحافظة عليها والعناية بها، باعتبارها مكوناً أساسياً للتاريخ وللهوية الوطنية، وجزءاً مهماً من الموروث الثقافي الإسلامي. وأوضح سموه أن توجيهات الدولة تؤكد أهمية العناية بمواقع التاريخ الإسلامي والحفاظ عليها، وتمثل ذلك في صدور أمر سامي كريم عام 1429ه، منع التعدي على مواقع التاريخ الإسلامي في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وكلّف الهيئة بحصر كامل لتلك المواقع، ووقْفْ جميع أنواع التعديات عليها؛ حيث باشرت الهيئة تنفيذ ذلك الأمر فور صدوره بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية المعنية ومجموعة من المتخصصين والمؤرخين والمهتمين بآثار المنطقتين، ونتج عن المسح الميداني الذي استغرق بعض الوقت للتثبت والتدقيق حصر (384) موقعاً في المنطقتين، منها (118) موقعاً في مكةالمكرمة، و(266) موقعاً في المدينةالمنورة تم الرفع بها للدولة حسب الامر الكريم. وأكد سموه بهذا الخصوص أن البرنامج سيركز على المواقع المرتبطة بالسيرة النبوية، التي ثبتت في كتب السيرة والتاريخ الموثوقة، ويهدف إلى تهيئة هذه المواقع لتكون تاريخاً يمكن الوقوف عليه لأخذ العبرة والعظة وتعزيز ارتباط المسلم بدينه وتاريخ نشوء الاسلام في هذه الارض الطاهرة، وبوجود مرشدين مؤهلين في إعطاء المعلومات الصحيحة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية وعدد من الجامعات والعلماء الفضلاء. وحسب قرار تشكيل البرنامج المعتمد من مجلس إدارة الهيئة، فقد جرى تكوين لجنة توجيهية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة وعضوية كل من: الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز عضو مجلس إدارة الهيئة، والدكتور على بن إبراهيم الغبان نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف، والدكتور أحمد بن عمر الزيلعي عضو مجلس الشورى عضو اللجنة الاستشارية للآثار والمتاحف، والدكتور سعيد بن فايز السعيد عميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك عضو اللجنة الاستشارية للآثار والمتاحف، والدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد مستشار رئيس الهيئة للتراث والآثار(مشرفاً على البرنامج)، والدكتور وليد بن محمد الحميدي نائب رئيس الهيئة للمناطق، والدكتور مشاري بن عبدالله النعيم المشرف على مركز التراث العمراني الوطني، كما سيتم تشكيل لجنة استشارية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد والجهات الاخرى ذات العلاقة. وستتولى اللجنة التوجيهية اعتماد الخطة التنفيذية للبرنامج ومتابعة تنفيذها، ومراجعة واعتماد ما يرفع من أعمال تخص البرنامج.