يعد مجال البصريات مجالاً أساسياً في طب العيون في كل دول العالم المتقدمة ويحتل أخصائي البصريات رأس الهرم التسلسلي لأقسام الرعاية الصحية للعيون يليه أخصائي العيون فالاستشاري. ومهنة البصريات هي مهنة مستقلة تقدم الرعاية الصحية للجهاز البصري من خلال الفحص والتشخيص والعلاج. وأهم مهام أخصائي البصريات فحص وتقييم النظر، تقويم البصر (الحول) تشخيص ضعف النظر الشديد وعمى الألوان فحص مجال الرؤية تصوير القرنية وأخذ الأشعة العينية، ومن ثم أخذ القياسات اللازمة لوصف النظارات أو العدسات أو الأجهزة المساعدة أو لإجراء عملية جراحية لتصحيح النظر، وذلك وقفاً على حالة كل مريض وسعياً خلف هدف واحد وهو توفير رؤية صحيحة وسليمة. ومن هذا المنبر وعلى أثر كثرة المقالات المنشورة سابقاً في المساءلة عن أسباب قلة فعالية هذا المجال هنا في صحيفة الرياض اليومية عوضاً عن الصحف الأخرى وأذكر منها ما قد نشر في العدد 12752 بعنوان (العدسات اللاصقة تباع في المشاغل النسائية بعيداً عن الرقابة)، وعندما سئل عن ذلك الدكتور عبدالله بن زين العتيبي أستاذ الإعاقة البصرية وضعف البصر الشديد بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود أجاب بقوله: ( مما يؤسف له ونحن الآن في مجتمع لديه من العلم والمعرفة الشيء الكثير لجوء العديد من الناس الى استخدام العدسات اللاصقة بشكل عشوائي ودون عمل الفحوصات الطبية الضرورية عند أخصائيي البصريات المؤهلين) وأضاف قائلاً (يلاحظ العديد من المختصين في مجال البصريات في المملكة ازدياد الإصابات الخطيرة في العين نتيجة للاستخدام الخاطىء للعدسات اللاصقة بنوعيها الطبي والجمالي دون وصفة طبية من أخصائي بصريات) وقد أجريت شخصياً دراسة في نهاية عام 2003 على مستوى الطالبات الجامعيات في الرياض حول استخدام العدسات اللاصقة تحت أشراف الدكتور محمد أباحسين دكتور محاضر في قسم البصريات في كلية العلوم الطبية فوجدت أن 62٪ يستخدمنها سوا كان لغرض الزينة أو للغرض الطبي أو كليهما ومنهن 40 - 60٪ كن يشترينها من أي مكان تباع في دون أجراء أي فحص طبي مسبق ومن هؤلاء الطالبات الجامعيات 25- 40٪ لا يعرفن من هو أخصائي البصريات وما هي مهمته الأساسية وما الفرق بينه وبين أخصائي العيون. وهنا تقع كامل المسؤولية على أخصائيي البصريات أنفسهم كما يرى البعض أو كما يرى الدكتور عبدالعزيز الحواس استشاري العيون في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني حين أجري معه حوار كذلك هنا في الرياض كان بعنوان (رغم الفحض المجاني للعين أوهام للبيع في محلات النظارات) في العدد 12422 فقد أكد الدكتور على أهمية وجود أخصائي البصريات قائلاً ( يجب أن يشترط تواجد أخصائي بصريات جامعي سعودي في هذه المراكز وهم كثر من خريجي كلية العلوم الطبية التطبيقية ويجتازون بعد البكالوريوس سنة امتياز ويتدربون على طريقة الفحص وتركيب المقاسات واختيارها ومستواهم ممتاز وهذا اختصاصهم الأكاديمي وهي فرصة للدعوة وفي هذا ارتقاء بهذه الخدمة المقدمة للمواطنين). وها نحن بدورنا خريجات جامعة الملك سعود الحاصلات على درجة البكالوريوس في العلوم الطبية التطبيقية تخصص بصريات للعام الدراسي 1424-1425ه والبالغ عددنا نحو 30 خريجة، من هذا التخصص الذي الوحيد في المملكة وحديث العهد مقارنة بالأقسام الأخرى،نجيب بنعم نريد المساعدة ونناشد بإلحاح كل الجهات المسؤولة ولانخص بذلك وزارة الصحة فقط بل الأم وزارة المالية فالتجارة والتربية والتعليم بالمزيد من تفعيل هذا المجال إضافة إلى توفير عيادات بصريات متكاملة وعالية الجودة في كل المستشفيات نقترح توفيرها أيضاً في مراكز الرعاية الأولية والوحدات الصحية والمراكز الخاصة بمعدل أخصائي واحد على الأقل وهذا اقتراح فعال بلاشك عوضاً عن أنه يجعلنا أعضاء فعالين في وطننا الغالي فهو وبعون الله سيساهم في تفادي معظم مضاعفات ومشاكل العيون التي قد تؤدي للعمى، الإسراع في تلبية حاجة الأفراد وخصوصاً (الأطفال) تخفيف العبء على المستشفيات، تسهيل تيسير أمور المرضى. التثقيف الصحي لأفراد المجتمع عن كيفية الحفاظ على سلامة العين والنظر وأهمية أجراء الفحوصات الدورية أو المستعجلة عند حدوث أي طارىء. ورغم الحاجة الماسة لمثل هذا التخصص الطبي غير المتوفر سوى في المستشفيات الرئيسية وبأعداد محدودة جداً ومرضى متراكمين ورغم الخير والرخاء الذي يعم بلادنا وتواجد الكثر من أمثالنا لا تزال العوائق والتحديات كثيرة، ولكننا أيضاِ لا نكل عن مد أيدينا وطرق كل الأبواب ما بين خطابات ومعاملات.. واتصالات ومقابلات باحثين عن بصيص النور والأمل لنهديه لغيرنا ولكن أين الجواب؟