أصيب العلماء بالحول والذهول في مدينة كيروف الروسية إثر تنامي أعداد التوائم في المدينة بصورة كبيرة. ولم يستطع أحد تبرير حدوث تلك الظاهرة في تلك المدينة بالذات دون غيرها رغم أنها مجرد مدينة عادية تقع على بُعد حوالي 500 ميل شمالي العاصمة الروسية موسكو. ولكن أينما وجهت ناظريك في تلك المدينة تقعان على المئات من التوائم ممن هم مثنى وثلاث وربُاع. ويقول الخبراء إن عدد التوائم في مدرسة عدد طلابها عن 4,400 طالب بمدينة كيروف، لا يقل عن 105 بالتمام والكمال. واكتشف المهتمون بهذه القضية أن مدرسة بها 800 طالب، كان عدد التوائم فيها 13 توأماً! أما في أي ناحية أخرى من نواحي العالم، هناك توأم واحد فقط بين كل 100 ألف شخص. يقول الكسندر كوسيك مدير أكاديمية الأحياء والجينات الوراثية «من المحتمل أن يكون نوع من المجالات الكهربائية هو السبب في ارتفاع ظاهرة ارتفاع معدل التوائم في تلك المدينة. ذلك أن كل خلية بيولوجية تتمتع بتبديل كهربائي خاص بها. ولعل المجالات الكهرومغنطيسية القوية في تلك المنطقة بالذات قد أحدثت تأثيراً على عمل الجينات الوراثية. ومع ذلك، فنحن لم نتوصل للسبب الحقيقي في حدوث تلك الظاهرة الغريبة فعلاً». ويقوم أحد مختبرات كوسيك الرئيسة حالياً بإجراء تجارب تتعلق بمدى تأثير المجالات الكهرومغنطيسية على تناسل المخلوقات مستخدمين في تلك التجارب أنواعاً من فئران وحيوانات المختبرات التي اشتهرت بكثرة إنتاج التوائم. وقال الخبراء المتخصصون في ولادة التوائم بين البشر إن تلك الظاهرة كثيرة الحدوث بين الأمهات ذات السحنات الداكنة اللاتي تتجاوز أعمارهن 35 عاماً ويعشن في الشطر الجنوبي من الكرة الأرضية. غير أن الزوجات اللائي يتمتعن بسحنات فاتحة اللون قد كسرن هذه القاعدة المعروفة. ولكي يزيد المرء من فرص ولادة التوائم، يمكنه الانتقال إلى مدينة تطول فيها ساعات النهار صيفاً ما يحفز إفراز الهرمونات الطبيعية لديه. كما يمكن للإنسان كذلك تحقيق نفس الهدف بالخضوع لعمليات التخصيب المخصصة لإنتاج التوائم. ورغم ذلك كله، فإنه لا توجد أية عوامل تفسر ظاهرة كثرة التوائم في مدينة كيروف الواقعة بالقرب من القطب المتجمد الشمالي. يقول التوأم ييغور بوتشين (14 عاماً): «من الصعب تصديق أن الأجزاء الأخرى من العالم ترى في بلدنا شيئاً من الغرابة لأننا قد تعودنا على منظر التوائم بيننا. ولعلنا نتعجب إذا زرنا بلاداً أخرى ولاحظنا قلة التوائم فيها. وقد لا أبالغ إذا قلت إن بعض سكان مدينة كيروف يعتقدون أن نصف سكان الكرة الأرضية توائم».