تستعد السلطات البريطانية لتسليم نظيرتها المغربية محمد الغربوزي المدان بعشرين سنة غيابيا والذي كان مطلوبا لديها للاشتباه في تزعمه للجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة ومشاركته في الإعداد لتفجيرات الدارالبيضاء الإرهابية. ويذكر أن أصابع الاتهام كانت توجهت إلى الغربوزي نفسه بعد تفجيرات لندن قبل أن يتم الإعلان عن الاشتباه في ثلاثة بريطانيين من أصول باكستانية. وكانت السلطات المغربية أصدرت مذكرة بحث دولية في حق الغربوزي وتقدمت بطلب رسمي إلى السلطات البريطانية لتسلمه غير أن هذه الأخيرة كانت ترفض بدعوى عدم وجود أدلة مادية وملموسة لإدانة هذا الشخص. وارتباطا بالموضوع وفي مجال مكافحة الإرهاب تعزز التعاون بين الرباطولندن في هذا الجانب خلال الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية البريطاني كيم هويلز إلى المغرب. وانطلقت الزيارة يوم الأربعاء وتستمر لمدة أربعة أيام سيتم التباحث خلالها في كيفية التنسيق الأمني وتبادل المعلومات من أجل التصدي للإرهاب وذلك بعد التفجيرات التي استهدفت العاصمة البريطانية في 7 من الشهر الجاري. وأعلن الوزير البريطاني الخميس بعد لقائه بوزير العدل المغربي محمد بوزوبع أن اتفاقا أبرم بين البلدين في هذا الجانب. وقال مخاطبا الوزير المغربي «لقد كنتم قبلنا ضحايا إرهاب فظيع نحن الآن بدورنا ذقنا من ويلاته». من جهته أكد وزير العدل المغربي أن تفجيرات لندن الأخيرة فرضت تنسيقا كبيرا بين السلطات المغربية ونظيرتها البريطانية من أجل مواجهة خطر الإرهاب. وقال إنه أثار من جديد في اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية البريطاني قضية «محمد الغربوزي» وجدد طلب ترحيله إلى المغرب. وفي هذه النقطة بالذات قال الوزير البريطاني إن خبراء بريطانيين ومغاربة يتدارسون في الوقت الحالي بروتكول كيفية تسليم الغربوزي دون أن يكون في ذلك مساس بحقوق الإنسان. وكانت «الرياض» أشارت إلى وجود خبراء من اسكوتلانديار بالمغرب من أجل التباحث مع السلطات الأمنية المغربية في عدد من الملفات المرتبطة بالجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة والتي تتهم السلطات المغربية الغربوزي بتزعمها. ومن المرجح أن يسمح لخبراء اسكوتلانديار باستنطاق مغاربة مدانين بالانتماء إلى هذا التنظيم المسلح منهم من سبق أن اعترف في محاضر الشرطة القضائية بلقائه بمحمد الغربوزي. ويشار إلى أن وزير الخارجية البريطاني تباحث أيضا مع الوزير المغربي المنتدب في الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري والوزير الأول إدريس جطو.