تشرفت مع زملائي أعضاء مجلس الشورى وعضواته بالتشرف بالسلام وإلقاء القسم أمام خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- بمناسبة افتتاح الدورة السادسة لمجلس الشورى واستمعت للكلمة الضافية لمقامه الكريم التي قال فيها إن هدف الجميع بعد التوكل على الله تفعيل أعمال المجلس بوعي اساسه العقلانية واضاف -حفظه الله- مخاطباً أعضاء وعضوات المجلس:" يسعدني أن ألتقي بكم بافتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السادسة لمجلس الشورى في أول دورة تشارك فيها المرأة سائلاً الله أن يمدكم بسداد الرأي والمشورة وأن هدفنا جميعاً تفعيل المجلس بوعي اساسه العقلانية بعيداً عن العجلة التي تحمل ضجيجاً بلا نتيجة " وأضاف -حفظه الله-" إن وجود أعضاء وعضوات مجلس الشورى ليس تشريفاً بل تكليف وتمثيل لشرائح الشعب السعودي " بهذه العبارات القليلة في عددها العظيمة في مضمونها بين -رعاه الله- أن الانتماء لمجلس الشورى أمانة ومسؤولية على عاتق الأعضاء ، ومسؤولون أمام الله أولاً ثم أمام ولي الأمر ثانياً عن هذه الأمانة العظيمة ألا وهي السعي لكل ما من شأنه خدمة دينهم وملكهم ووطنهم بكل الوسائل التي تمكنهم من أداء رسالتهم واستثمار تجاربهم وخبراتهم التي اكتسبوها وكانت محركاً اساسياً وداعماً لترشيحهم لهذه الخدمة السامية والعمل النبيل الذي نسأل الله أن يعود بالخير والنفع على الجميع. فالأعضاء والعضوات بخبراتهم العملية والعلمية قادرون ان شاء الله على معرفة القضايا والأمور الداخلية والخارجية التي تهم الوطن والمواطنين وتشخيصها ومن ثم ابداء الاقتراحات والحلول لولاة الأمر الذين هم بفضل الله ثم بحكمتهم وحنكتهم القيادية يأخذون ويقرون غالبيتها أسوة بما تم في الدورات السابقة للمجلس. وما من شك أن دخول المرأة لمجلس الشورى السعودي لأول مرة بنسبة عشرين بالمائة هي نسبة كبيرة قياساً للمجالس المشابهة بالمنطقة وتعتبر الحدث الأبرز في هذه الدورة وجاء بخطوة غير مسبوقة لتمكين المرأة التي تعتبر النصف الآخر من المجتمع للوقوف على احتياجاتها والمساهمة في سن الأنظمة والقوانين والتشريعات المتماشية مع ما تصبو إليه دون وصاية من أحد لأنها في الحقيقة كانت تساهم من قبل عن طريق الأب والأخ والزوج والابن في ابداء رغباتها وحاجاتها لكن مع تطور العصر والحاجة الماسة لسرعة إيجاد الحلول الحساسة للمجتمع بات لزاماً أن تساهم بشكل أكبر ومباشر للإدلاء بآرائها وطرح احتياجات بنات جنسها والدفاع عنها بحكم الطبيعة النسائية وبما تكفل لها الشريعة الاسلامية السمحة حيث كانت المرأة المسلمة تاريخياً حاضرة في المجالات وإسهاماتها واضحة جليلة. وختاماً اسأل الله التوفيق والنجاح بما يعود على المجلس والوطن بالخير والنفع بمشيئة الله وأن يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار على بلادنا العزيزة في ظل القيادة الرشيدة والحكيمة لحضرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز حفظهم الله. *عضو مجلس الشورى