ذاك الاحساس الذي يقتل صاحبه ويحسسه بالوحدة والخوف من المجهول ويزيد من آلامه وأوجاعه ويجلب هذا الاحساس قبساً من الحيرة الذي يجعل الافكار تطوف ما تطوفه في فكره.. فلايدع موقفاً مر به الا تذكره سواءً مضحكاً كان ام مبكياً.. وهذا الاحساس يستحق ان يطلق عليه اسم (مرض) وجفاف، نعم.. انه مرض النفس لوحدها وجفاف الحياة لعدم وجود من حوله ليؤانسوه.. ويزيد خطر هذا المرض بازدياد الوحدة ويقل بها، ولكن حينما تسود المشكلة فإنها تستلزم البت فيها.. واعني بذلك بتر وقت الفراغ بجعله وقت عمل وفائدة وقت يحاول الانسان فيه بقدر ما يستطيع لشغله اما بالكتابة أو القراءة أو مشاهدة التلفاز بالاطلاع على بعض البرامج العلمية التي تزيد من ثقافته وتزيد من سعة اطلاعه او قراءة القرآن والاتجاه الى الرحمن بطاعته مما يجلب رضاه ورحمته.. فعلينا ان نحارب هذا المرض محاربة جدية مثلما نحارب العدو لأن الاعداء قد يستغلون وقت الفراغ ليغيروا ما بأنفس المسلمين من افكار ومبادئ باعتقادات باطلة من خلال المجلات الهابطة التي يقومون بوضع صور الجميلات على اغلفتها كي يدخلوا بذلك الى انفس الضعفاء من الرجال ويقلبوا من اوضاعهم مع نسائهم والعكس وبمشاهدة الفضائيات التي اصبحت الشغل الشاغل لكثير من ضعفاء الايمان سواءً من الرجال أو النساء سواءً في اوقات الفراغ او اوقات العمل بل ان البعض منهم يضحي بأوقات النوم التي هي بمثابة وقت الراحة لهم ليغتنم الفرصة امام هذه الفضائيات..