انطلقت مساء السبت الدورة الواحدة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي تحت إدارة الفنان رؤوف بن عمر بعرض فني فرجوي للمبدع الفاضل الجزيري بعنوان: «الزازا» وهو عبارة عن (ضجة منظمة) استعرض فيها اهم انجازات فرقة الرشيديةالتونسية على مدى 70 سنة (1934 -2005) قضتها في ترسيخ الطابع الموسيقي التونسي وحفظه من التلاشي.. وقد جاء العرض الافتتاحي للمهرجان في إطار بديع مبهر ينم عن حسن راق وجودة متناهية في الاخراج وذكاء حاد في استغلال مكنون مسيرة هذه الفرقة عبر خريجيها من نجوم الاغنية التونسية لطيفة العرفاوي، التونسي لطفي، بوشناق وسنية مبارك وزياد غرسة ونور الدين الباجي واحمد حمزة الى جانب 170 عنصراً من الفرقة اعادت في هذه السهرة للاغنية التونسية الاصيلة تميزها وللمتفرجين الذين ضافت بهم مدارج المسرح الأثري الروماني بقرطاج النشوة الطربية التي افتقدوها منذ سنوات.. سهرة الافتتاح جاءت مجسمة للمنحى الجديد للمهرجان الذي رسمه مديره الفني رؤوف بن عمر والهادف الى إعادة الهيبة لليالي قرطاج التي عانقت الروعة ماضياً بتنوع وقيمة المعتلين لذلك الركح الاثري. من خبرة المطربين والمسرحيين والشعراء قبل ان يصبح هذا الركح مرتعاً لكل من هب ودب ممن جاءت بهم المطاعم الرخيصة والعلب الليلية في شارعي الهرم والحمراء.. فعمل رؤوف بن عمر وفريقه على انتقاء مؤثثي سهرات هذا الصيف فكان الاختيار موفقاً فمن تونس لطيفة التونسية وسنية مبارك وبوشناق ونبيهة كراولي ومن العرب سميرة بن سعيد وانغام واصالة نصري وميادة الحناوي ومحمد العزبي ونبيل شعيل وشادي جميل ومارسيل خليفة الى جانب مجموعات طربية من دار الاوبرا المصرية وسوريا ونصير شما ومن الغرب وافريقيا السمراء اختار مريام ماكيبا وماسيمو رابيري.. ومن الشعراء محمود درويش والمنصف المزغني.. وغيرهم. كما اختار ابرز الفرق المسرحية التونسية للمشاركة في ليالي المهرجان المسرحية فتمت برمجة «المشعبطون» للمسرح الوطني و«هوى وطني» لرجاء بن عمار و«كرنفال» لحمادي المزي و«احبك يا شعب» لعبدالقادر مقداد. وتعد هذه البرمجة برمجة تنم عن ذوق رفيع تجنب الاسماء «المبهرة» في كل الاشياء الا الفن والطرب الراقي.. وان كانت هذه الاسماء ومنها نانسي عجرم واليسا وغيرها ستسجل حضورها بقوة في بعض المهرجانات الاخرى والتي يتجاوز عددها 350 مهرجاناً هذا الصيف.