هل مواقع التواصل الاجتماعي باتت المتنفس الوحيد للناس؟! المجتمع السعودي تحديداً من بين أكثر الدول العربية استخداماً لتويتر. والإحصائيات تتحدث عن أعداد كبيرة تغرد بشكل مستمر. كشفت دراسة تحليلية حديثة لموقع تويتر أشرف عليه مركز الأبحاث الفرنسي «سيميو كاست» عن الكثير من الحقائق الجديدة المتعلقة بموقع تويتر. جاء في الدراسة: «إن من الطريف أن مدينة «سان فرانسيسكو» التي تستضيف المقر الرئيسي لموقع تويتر ليست موجودة ضمن قائمة ال 20 الأوائل في حين جاءت مدن كالرياض (المركز 10) واسطنبول (المركز 12) في مراكز متقدمة. وبالنسبة للغات المستخدمة في عملية التغريد فإن اللغة العربية مازالت تحقق نمواً كبيراً على تويتر، حيث أصبحت الآن اللغة السادسة من حيث معدل الاستخدام على الموقع»!! التغريدات المنطلقة من الرياض جاءت في المرتبة العاشرة عالمياً! البعض يعزو هذا التغريد الكثيف إلى نقص أساليب الترفيه، وإلى الكبت الكبير وإلى الفراغ أحياناً حيث يقضي معظم الشباب أوقاتهم في الشاليهات والاستراحات والخيم البرية. أضف إلى ما مضى الخدمات المتعددة والخيارات الكثيرة المتاحة من شركات الاتصالات التي تتنافس على كف السعودي الذي تخطب وده كل شركة. من هنا فإن اتساع شريحة مستخدمي تويتر في الرياض تحديداً له عوامل عديدة ليس أقلها أن معظم سكانها من الموظفين الحكوميين الذين يكونون خارج نطاق العمل بعد الساعة الثانية ظهراً مما يسهل عليهم ممارسة أنشطة متعددة أو ترفيه طويل الأمد. من الملاحظ أن تويتر على قوته غير أنه لا يعبر بشكل تام عن كل الذي ينبض بالشارع، ولا يعبر عن رأي الأغلبية ذلك أن أعداد المستخدمين له لا تزال عادية وليست كثيرة، أضف إلى ذلك أن الأسماء بعضها وهمي والبعض الآخر يسجل مرة واحدة ثم يدخل على فترات متقطعة؛ بمعنى أن الفعّالين بتويتر ليسوا بحجم المجتمع عدداً ولا بحجم كثافة قضاياه تعقيداً. بآخر السطر، فإن تويتر أصبح المتنفس الأساسي للشباب إذ جل المستخدمين له من الشباب والفتيات، وهذه الشريحة تعاني من العزل ومن قلة الأماكن الترفيه. تويتر أصبح المتنفس، ولا أنسى أن أشير إلى ظاهرة «أنستغرام» حيث التعبير الصوري والبصري وأرى أن المستقبل لهذا الموقع الذي يخطف الأضواء ويعبر فيه الناس عن مواهبهم التصويرية إذ يرصدون يومياتهم على شكل صورة. ماذا تخبئ لنا التقنية غداً؟!