خرج خادم الحرمين مؤخرا على شعبه ليقول لهم «وش انا لولا الله ثم دعاكم». وكان حفظه الله قد قال لهم عندما عاد من رحلته العلاجية منذ عامين «ما دمتم بخير أنا بخير»، فلا غرابة أن تعم الفرحة أفراد الشعب السعودي هذه الأيام ابتهاجا بشفائه سلمه الله نتيجة هذا النمط من العلاقة المتميزة بين القائد والمواطن. لقد دمعت عين الوطن فرحاً بسلامة الوالد القائد، وهي فرحة لايمكن اختزالها في كلمات، فهي مشاعر صادقة عبر عنها الوطن بأكمله من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه. لقد فرح الجميع بقائدهم المعتدل في سياساته، والحكيم في قراراته، والمتزن في بعد نظره، قائدهم الذي حققت المملكة في عهده منجزات داخلية ملموسة في مختلف الجوانب وعلى جميع الأصعدة. لقد دمعت عين الوطن فرحاً بقائدها الذي عزز دور بلادهم إقليمياً ودولياً حتى أصبح لها حضور بارز في صناعة القرار الكوني، قائدهم الذي يحرص على التئام الشمل العربي، وعلى إبراز وتحصين الهوية الاسلامية وترسيخ الانتماء إليها، القائد الذي يرفض ازدواجية القرار ويسعى الى نشر ثقافة الاعتدال والتسامح. لقد دمعت عين الوطن فرحاً بقائدها الذي أرسى دعائم العمل السياسي الخارجي السعودي، وسعى لتوطيد الأمن والاستقرار لتنمية عالمية مستدامة من خلال دعوة إنسانية حضارية صادقة للحوار بين الحضارات والثقافات والاديان. بين أجمل ما قرأت من وصف للقائد سلمه الله هو ما دوّنه معالي الأستاذ عبدالرحمن الطاسان رئيس الشؤون الخاصة - في كتاب لرئيس تحرير مجلة تاريخ العرب الاستاذ فاروق البربير - بقوله «إنه لايمكن الفصل بين صفاته العملية والشخصية، فكل واحدة منها هي امتداد للأخرى. وهذا ما يميزه، فهو إنسان صادق مع الله، يضع مخافة الله أمامه في الأمور كلّها، صادق مع نفسه التي يحملها دائماً على التوكل على الله، وعلى النزاهة والعدل وحب الخير والإخلاص في العمل والإحساس بالمسؤولية لما يخدم دينه ووطنه وأمته». مضيفا بأن خادم الحرمين الشريفين «فارس وشجاع في مواقفه، بسيط بتواضعه وقربه من الناس، وكرهه للبذخ، وحبه للوسطية والاعتدال، وأن هذه الصفات أجبرت الجميع على احترامه والاتفاق على حبّه، حتّى زعماء الدول عندما يتباحث معهم يخرجون من مقابلته وهم يحملون له الحب والإعجاب. هذه الصفات لم تتبدل أو تتغير بعد توليه مقاليد الحكم، فهو نفسه، إنساناً ومواطناً وأميراً وملكاً». ومن بين أجمل ما قرأت عنه سلمه الله أيضا صدر عن مسؤول عربي بارز منذ أيام في صحيفة الحياة، جاء على لسان الأستاذ عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية حين قال «إن الملك عبدالله شخصية تنشر الاطمئنان حولها، فتشعر براحة عامة في وجوده، الكل يحترمه ويستمع اليه، وكنت دائما أطمئن اليه ولوجهات نظره، ولسياساته ذات الأصول العقلانية المستندة الى ثوابت والى عقيدة معينة لديه». ندين نحن المواطنين السعوديين في هذا البلد الكريم بالفضل الكبير لله تعالى ثم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده يحفظهما الله، لما نهنأ به من أمن واستقرار، وما نحيا في كنفه من عيش كريم. فهنيئاً لنا بقيادة تعتمد دوماً في أسلوب عملها على الاستعانة بالله في الدين والدنيا، والإخلاص للأمة والوطن، والأخذ بالصدق طريقاً للحكم وبالبساطة طريقاً لقلوب المواطنين. حفظ الله بلادنا وأهلها من كل مكروه. *وكيل محافظ الهيئة العامة للاستثمار سابقاً