مقالي هذه المرة عن رسالة عذبة المحتوى والمنطق تختلف عن كل الرسائل في عبقها واندماجها إذ أرسلها مكفوفو جازان في يوم المعاق العالمي بسلامٍ وطيب ليعنونو للعالم اجمع أنهم سيرون ببصريتهم وفطنتهم كل مايرونه يستحق المشاهدة. إذ بدأت بمسرحية حالمة قدمّها ثلة من هذه الفئة الرائعة وأبدع منظومها بذكائهم واختيارهم لعرض يتناسب مع نظرة الناس واختلاف توجهاتهم نحوهم فالمستصغر لهم سيكبروا في نظره والحاذق لوضعهم سيحتويهم ويزيد من عمق العلاقة بينه وبينهم. أوصلوها فكانت تبوح بفخرٍ أن الحياة ليست بصراً يأخذنا إلى المٌبغض والمسيء بل إلى الجيد والنافع وهؤلاء ليسوا محرومين بل ثقات ونوافذ حب حقيقة نشرعها لنصادق العالم ونبتعد عن زيفه، فدعونا نتعلم منهم كيف نصدق بقلوبنا لابأعيننا نجعل قلوبنا قبل نظرنا الرؤية والهدف والتحقيق حتى نكمل مشوار الحياة بنفسٍ راضية لا ناقمة. فشكرا لكم ياأبطال الحياة أن بعثتوا رسالتكم السامية إلينا لتثبتوا لنا رقيها ومنظومتها إن بذل بها رجالاتها الصلاح والتقى. وابتعدوا عن كل زيفٍ بائس أو نظرة ٍ عاجية تفقدنا بريقها الآخّاذ. أنتم ياعُرف هذه الدنيا عرفتوا كيف تجعلون من مساراتكم واجتهاداتكم أحاديث مجد وإنجاز يذكرها الملأ في مجالسهم وفيما بينهم. عقدتوا العزم وظفرتوا به وحرصتوا على المثابرة فكانت لهم، والمبصرين لابد أن يسيروا على خطاهم يستفيدوا من خُطاهم وتحديهم. لن أنسى هذه اللفظة ماحييت – سأرى- وستكون بعون الله مشكاتي لكل مجد أروم له أو فضيلة أريد توضيحها لغيري نعم سأكون تلميذا ً طائعا ً لعقيدتكم الصافية ونزاهتكم وأمانتكم فما قدمتوه لنا سيحفظه التاريخ ونتبادله مع ناشئتنا ونذّكرهم أن في جازان أفذاذا ً أخذوا من الجبل قوته وهيبته ومن النجم مجده ومده ومن البحر مرونته ونقائه وستبقى بصيرتكم عتاد لكل إنسان يريد همة ٍ أورفعة.