رحبت فصائل عدة في منظمة التحرير الفلسطينية بما تضمنه خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل في غزة من تشديد على المصالحة الفلسطينية، في حين ركزت حركة "فتح" على اولوية اجراء الانتخابات كمدخل للمصالحة. وكان مشعل أعلن السبت في خطاب له في غزة أمام مئات الآلاف من الفلسطينيين "آن الأوان لطي صفحة الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية (...) من يظن ان في الانقسام مصلحة مخطئ ...قادة حماس وأبناؤها في الداخل والخارج يؤمنون بالوحدة والمصالحة. الانقسام كارثة وطنية. الانقسام فرض علينا من اللحظة التي رفض البعض انتخابات 2006 ومع ذلك عفا الله عما سلف، اليوم يوم النصر ويوم العزة". وعاد مشعل الاحد وقال في غزة في السياق نفسه "ايها الاخوة اوصيكم بالمصالحة واوصيكم بالوحدة الوطنية ووحدة الصف الوطني الفلسطيني (...) حماس لا تستغني عن فتح وفتح لا تستغني عن حماس ولا نستغني عن كل الفصائل (...) فلنتسامح، لقد اخطأنا في حق بعضنا البعض وعفا الله عما سلف". ورحبت حركة "فتح" التي يتزعمها لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاحد بخطاب مشعل. وقال عزام الاحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مسؤول ملف المصالحة "نرحب بقوة بخطاب السيد خالد مشعل الذي كان ايجابيا جدا من اجل طي ملف الانقسام الفلسطيني". واعتبر عزام ان الخطاب ايجابي في قضايا "رئيس واحد للشعب الفلسطيني وسلطة واحدة وقانون واحد". الا ان المسؤول في فتح ربط تقدم مسيرة المصالحة باجراء الانتخابات الفلسطينية. وقال "من أجل تطبيق ذلك لا بد من الاسراع في عمل لجنة الانتخابات التي توقفت عن العمل في تموز/يوليو حتى تتم عملية الانتخابات للوصول الى النقاط التي أعلنها مشعل". من جهته قال صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والامين العام للاتحاد الديموقراطي الفلسطيني (فدا) ان هناك اتفاقا في القاهرة وقع في أيار/مايو من العام 2011، نص على تفعيل منظمة التحرير استنادا الى صناديق الاقتراع. وقال رأفت "نريد ان يوضع هذا الاتفاق واتفاق الدوحة اللاحق موضع التنفيذ، خاصة ما يتعلق بالانتخابات المتزامنة الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني، لأن هذه الانتخابات، وتحديدا انتخابات المجلس الوطني، هي التي تقود الى اصلاح يستند الى رغبات الناس". كما اعتبر الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي أن الاجواء الفلسطينية العامة هي أفضل مما كانت عليه في السابق، الا انه قال ان "المهم هو في التقدم في اتجاه خطوات عملية". وأضاف "هذه الخطوات العملية تستند الى ان هناك اتفاقاً كان موجوداً، ويجب عدم التغيير فيه، وفي حال بدأ العمل في تنفيذ هذا الاتفاق من الممكن ان يتم التوصل الى خطوات فاعلة اخرى نحو تحقيق المصالحة". واعتبر الصالحي أن أي عودة في مفاوضات المصالحة الى المربع الاول هي "أفضل وصفة لعدم التقدم في المصالحة، لذلك بجب البناء على ما تم الاتفاق عليه". من جانبه شدد الناطق باسم حركة "فتح" أحمد عساف في تصريح لوكالة فرانس برس على أهمية الانتخابات في مسيرة المصالحة. ودعا الى "عودة لجنة الانتخابات المركزية للعمل في قطاع غزة" معتبرا ان "الانتخابات هي كلمة السحر الذي ستحقق المصالحة". وكانت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية عملت في قطاع غزة في حزيران/يونيو الماضي، حسب ما نص عليه الاتفاق الأخير بين فتح وحماس، الا أن حماس منعت اللجنة من مواصلة عملها. واضاف عساف "كان حرياً بالسيد مشعل ان يدعو في خطابه الى عودة لجنة الانتخابات للعمل، بعد ان كانت حركة حماس طردت اللجنة في الثاني من تموز/يونيو الماضي". من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري ان خطاب مشعل السبت "جاء متشددا بشكل عام، وفيه رائحة الحملات الانتخابية الداخلية خاصة أنه ألقي في غزة، واعتقد انه حسم وضعه كرئيس للمكتب السياسي للحركة في المرحلة المقبلة". وكان مشعل تحدث في مقابلة مع تلفزيون (سي.ان.ان) عن قبوله بدولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران/يونيو، وتأييده للعمل المقاوم اللاعنفي، الا انه في خطابه في غزة السبت تحدث عن فلسطين الكاملة من البحر الى النهر واعتماد المقاومة نهجاً لتحقيق ذلك. وقال المصري "نعم حديثه الاعلامي السابق كان أكثر اعتدالاً، وبتقديري أن مواقف مشعل السابقة منحته قبولاً لدى تركيا وقطر ومصر، وهو ما سمح له في النهاية بدخول قطاع غزة". واضاف "لذلك اسرائيل قالت انها ستسمح لمشعل وستمنع دخول رمضان شلح الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي". واعتبر المصري ان حديث مشعل عن المصالحة "كان غامضا" ولم يتحدث عن التفاصيل. واضاف ان حركة فتح "تريد للجنة الانتخابات ان تعمل في غزة وبعدها تجرى الانتخابات ثم المصالحة، في حين ان حركة حماس تريد المصالحة اولا، وبتقديري لن يحظى اي من الطرفين بما يريد".