التعليم الأهلي يجب ألا ينظر له كمنافس للحكومي بل كمكمل له، فالتعليم الحكومي «إن جاز التعبير بتصنيف التعليم إلى حكومي وأهلي فقط بناءً على مرجعية التمويل» له مسؤوليات محددة تتمثل في توفير الحد الأدنى من التعليم، بينما يتوقع من التعليم الأهلي تجاوز الحد الأدنى إلى توفير خدمات اضافية سواء ترفيهية أو تعليمية تجعله قادراً على استقطاب الطلاب كما تجعله قادراً على المنافسة. التعليم الأهلي قد يكون رافداً للإبداع بما في ذلك الإبداع في تطوير المناهج ووسائل التعليم، حينما نضع له الأطر العامة ونحثه على التطوير ونكافئه على التطوير المفيد للمجتمع التعليمي. هناك مدارس أو مؤسسات تعليم أهلية يتركز اهتمامها في جني الأرباح والأرباح أمر مستحق ولا يمكن مطالبة ملاك المدارس الأهلية بتقديم خدمات اجتماعية مجانية، فالتعليم الأهلي تعليم ربحي وهكذا نتوقعه، لكن الاشكالية تكمن في كيفية جني الأرباح والموازنة بين الحصول على الربح المعقول وبين أداء الرسالة المنوطة بالمؤسسة، نلاحظ وجود تنافس وتميز في المدارس التي تقع في أحياء مميزة بالمدن الكبرى ولكن تواضع وإهمال في المدن والأحياء الصغيرة البعيدة عن المنافسة، مما يتطلب العناية أو ربما الدعم للمدارس الأهلية بالمناطق الصغيرة بشكل أكبر.. يؤثر على مسار الطلبة ويضع أولياء الأمور في حيرة في اختياراتهم للمدارس الأهلية، افتقاد المعايير التي من خلالها تقييم الأمور، فوزارة التربية والتعليم ليس لديها معايير تصنف من خلالها المدارس وليس لديها معلومات تقدمها بشفافية للآباء حول المدارس الأهلية وبالتالي هي تترك الأمر للشائعات والاجتهادات.. معوقات تطور التعليم الأهلي من الناحية النوعية تكمن في: - ضعف آليات الرقابة والتقييم. - سيطرة العنصر غير السعودي في تلك المدارس، أو حتى العنصر السعودي غير المؤهل في حالات كثيرة. - ضعف اللوائح والنظم المنظمة لعمل تلك المدارس، مثل لوائح المقررات الدراسية، لوائح التوظيف، لوائح الاختبارات.. الخ. - عدم وضوح المجالات التي يحق للمدارس الأهلية التطوير بها وتلك المجالات التي لا يحق لها. لابد من التطوير وفي نفس الوقت الحزم والجدية في تطبيق القرارات على المدارس الأهلية، بما في ذلك عقد اختبارات على مدارس أهلية بشكل عشوائي، واشتراط نسب محددة في مجال تعيين للعنصر الوطني بتلك المدارس، واشتراط مواصفات معينة للمباني المدرسية «المعامل، القاعات، المكتبات، الخدمات المساندة الخ» وفي نفس الوقت يجب تشجيع المتميز وتحفيزه عن طريق معايير تقييم وتصنيف موضوعية..