بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى يتم تكوين الاعضاء التناسلية للمولود الذكر " حامل الكروموسوم Y " بسبب عامل بروتيني. رغم أن بعض الدراسات الحديثة تشير الى ان هناك عوامل اخرى تحدد ذلك التكوين. وظيفياً تتفرع الخلايا المكونة للخصية الى ثلاث انواع: الخلايا المكونة للحيوانات المنوية، الخلايا الداعمة والخلايا المفرزة للهرمونات بينما تتخلل هذه الانواع من الخلايا انابيب صغيرة جدا تُكون مع بعضها جسم الخصية. يبدأ تحديد جنس المولود بين الاسبوع الخامس والسادس من الحمل حيث تكوين الاعضاء التناسلية حسب جنس الجنين. تتكون الخصيتين في البداية داخل جوف الجنين بالقرب من الكليتين ومن ثم تبدأ تهاجر الى كيس الصفن خارج البطن وذلك للمحافظة على درجة حرارة الخصيتين منخفضاً ومناسباً لتكون الحيوانات المنوية. تبدأ رحلة الخصيتين مغادرة تجويف البطن بعدة مراحل.. الاولى تحدث خلال الاسبوع العاشر من الحمل تقريبا حيث تغادر في اتجاه المنطقة الاربية "أسفل البطن" وتكون الخصيتين معلقتين بروابط نسيجية تصلها بأسفل البطن مابين الشهر الثالث الى الشهر السابع من الحمل والتي تسستكمل نزولها في كيس الصفن في نهاية مرحلة الحمل تبعا لمجموعة من العوامل الهرمونية التي تدعم ذلك. تدخين آلام من عوامل الاصابة بالعيوب الخلقية الخصية المعلقة في حوالي 3 % من الاطفال مكتملي الحمل "من أكملوا 37 أسبوع حمل" وفي 30 % من الاطفال الخدج قد تبقى الخصيتين أو أحدهما معلقة في مسارها من البطن دون أن تتوضع في كيس الصفن وهو المكان الطبيعي النهائي لها. ففي حالة فشل هبوطها في مكانها الطبيعي فقد تكون تشريحيا في احدى المواضع التالية : داخل البطن ، في القناة الإربية أو خارج القناة عند أعلى الكيس . في الغالب تتأثر خصية واحدة فقط. الاصابة بالخصية المعلقة ليس مقتصرا فقط على الاطفال حديثي الولادة ولكن قد تشمل اطفالاً بعمر أكبر ففي بعض الحالات نجد الخصيتين عند الطفل بعد الولادة متوضعتين في مكانهما الطبيعي في كيس الصفن ولكن بعد عمر شهرين او ثلاثة يحدث غياب الخصيتين او غالباً احداهما عن مكانها الطبيعي مما يعني ان الخصية قد ترتفع الى المنطقة الاربية عبر القناة المؤدية الى تجويف البطن وتسمى عندئذ بالخصية المتحركة . الأسباب لايوجد سبب واضح لهذه الحالة ولكن هناك مجموعة من العوامل قد تساهم في اعاقة الخصيتين او احدهما من التوضع في كيس الصفن * عمر الام أقل من 20 سنة أو اكبر من 35 سنة * نقص أو زيادة تعرض الجنين للهرمونات أثناء الحمل * عند الاطفال المصابين بمتلازمة "داون" * تعرض الأم الى بعض الادوية، المواد الكيميائية او المبيدات الحشرية أثناء الحمل * المواليد ذوي الاوزان المنخفضة أقل من 2.5 كجم * وجود قصة عائلية لتشوهات خلقية في الجهاز التناسلي مع اطفال سابقين. * أي حالة مرضية او جينية قد تؤدي الى ضعف عضلات البطن عند المولود * تدخين الام الحامل * السمنة المفرطة لدى الأم الحامل * وجود مرض السكري مع الام الحامل .. سواءا مع النوع الاول وهو المعتمد على الانسولين بشكل كامل، النوع الثاني المرتبط بالسمنة او حتى السكري المرتبط بالحمل . * وجود انسداد تشريحي في القناة الاربية والذي يمنع نزول الخصية. * عدم استجابة الخصية لتلك الهرمونات التشخيص عادة يتم تشخيص الحالة مباشرة بعد ولادة الطفل وخلال الفحص الاولى السريري. حيث يتضح غياب الخصيتين او احدهما من الكيس المخصص لهما " كيس الصفن". إذا كانت كلتا الخصيتين غير محسوستين سيلاحظ عندها أن كيس الصفن يبدو صغيراً أو غير مكتمل النمو. أو بالأشعة الصوتية إذا كانت إحدى الخصيتين غير محسوسة فسيبدو الصفن غير متناظر أي إنه يوجد فراغ في جهة وممتلئ في الجهة الأخرى. قد يكون الكيس خالياً من الخصيتين، ثم تعود إلى مكانها الطبيعي. يستطيع الطبيب المعالج ان يحدد مكان الخصية وتعقب التغيرات التي تحدث لها. في حال كانت الخصية موجودة في المنطقة الاربية يستطيع الطبيب المعالج تحديد مكانها عن طريق التحسس اليدوي فقط. وفي حال عدم امكانية ذلك فيتم اللجوء الى الفحوصات التالية: * التصوير بالموجات فوق الصوتية * التصوير بالرنين المغناطيسي * فحص تنظير البطن في حالات استثنائية * اجراء عملية جراحية مفتوحة في بعض الحالات المعقدة اذا كان الطفل يعاني من عدم نزول كلتي خصيتيه فيمكن اجراء عدد من الفحوصات الاضافية بهدف تحديد جنس الطفل بشكل دقيق. فقد تشير الخصيتان المفقودتان الى ان جنس الطفل من الناحية الجينية هو، في الواقع، انثى، تملك اعضاء جنسية خارجية ذكرية. وتشمل تلك الفحوصات مايلي: * قياس مستويات هورمونية في الدم والبول * فحص للجينات المسؤولة عن تحديد جنس الطفل * الاشعة فوق الصوتية لفحص وجود اعضاء تناسلية انثوية (المبيضان) العلاج في معظم الحالات يتم تحسن حالة الطفل تلقائيا دون علاج خلال الشهور القليلة الاولى بعد الولادة حيث تبدأ الخصية المعلقة في الهبوط لتستقر في مكانها الطبيعي محاطة بكيس الصفن. اذا لم يتم نزول الخصية المعلقة لمكانها خلال الشهر الرابع من عمر الطفل فعلى الاغلب ان نزولها التلقائي لن يحدث بعد ذلك العمر ويظهر المؤشر الى التدخل الجراحي في معالجة تلك المشكلة. المعالجة المبكرة للطفل مهمة للمحافظة على سلامة الخصية المعلقة حيث أن الاخيرة قد تصاب بالعقم أو بعض الاورام السرطانية اذا تركت على هذه الحالة ولم تتم معالجتها ووضعها في مكانها الطبيعي. المضاعفات حتى تقوم الخصية بوظيفتها بشكل طبيعي يجب ان تكون درجة حرارة الوسط المحيط بها اقل من درجة حرارة الجسم حيث يوفر لها توضعها في كيس الصفن ذلك الوسط المناسب. وجود الخصية داخل تجويف البطن يجعلها عرضة للمخاطر التالية * سرطان الخصية : تعديل الوضع جراحيا للخصية المعلقة قبل عمر 15 شهر يقلل من فرصة حدوث السرطان لكنه لا ينفيه على الاطلاق. تشريح الخصية *مشاكل الاخصاب: قلة عدد الحيوانات المنوية وضعفها ما قد يكون سببا مباشرا في العقم *التفاف الخصية: حيث ان الخصية المعلقة ليست في الوضع الطبيعي الثابت فان تموضعها في البطن او في القناة الاربية يجعلها عرضة للالتفاف حيث يحدث اختناق للحبل المنوي المحتوي على الاوعية الدموية المغذية للخصية والالياف العصبية ويترافق مع ذلك ألم شديد مما يستدعي معالجتها جراحيا بشكل عاجل وفي حال تأخر العلاج فغالبا يحدث ضرر بالغ للخصية يؤدي الى فقدها. *تعرضها للاصابات: اذا كان موضع الخصية في المنطقة الاربية أسفل البطن فان ذلك قد يعرضها للضغط بواسطة عظم العانة مما قد يسبب لها الضرر *الفتق الاربي: قد تترافق الخصية المعلقة مع الفتق اذا كانت فتحة القناة غير مشدودة مما يسمح لجزء من الامعاء من النفاذ عبرها الى كيس الصفن. أو مع داء السكري قد يترافق مع متلازمة داون