أكد إعلان جيبوتي الصادر في نهاية الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في جيبوتي خلال الفترة 15 17 نوفمبر 2012 تحت شعار (التضامن من أجل تنمية مستدامة)، اهتمام منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء بمنطقة القرن والشرق الإفريقي التي تمثل ثغراً من ثغور الخير على الإسلام وعمقاً إسلامياً استراتيجياً هاماً. وأبرز ما جاء في الإعلان إدانة وبطلان كافة الإجراءات التي تمارسها دولة الكيان الصهيوني في القدس الشريف، والتي تهدف إلى إفراغها من سكانها العرب وتهويد هذه المدينة المقدسة ذات الطابع العربي والإسلامي، محذرا دولة الاحتلال الصهيوني من مغبة التمادي في الاعتداء على الأمة الإسلامية من خلال اعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك وباقي الأماكن المقدسة في المدينة. وجدد الوزراء دعمهم الكامل لقضية فلسطين العادلة ولحقوق أبناء الشعب الفلسطيني في حشد الدعم الدولي لحقوقهم المشروعة غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير والعودة، ونؤكد دعمنا الكامل للتوجه الفلسطيني إلى الأممالمتحدة للحصول على عضوية دولة فلسطين المراقبة وندعو الدول الشقيقة والصديقة لمساندة هذا التوجه، كما أدانوا استمرار الحصار اللاإنساني وغير المشروع على قطاع غزة، مطالبينها، باعتبارها قوة احتلال، بالوقف الفوري لهذا العقاب الجماعي غير القانوني الذي تمارسه في حق الشعب الفلسطيني وبالرفع الكامل للحصار. وأدان الإعلان بحزم للإساءة والتطاول على نبينا الكريم محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار وصحابته الأبرار، و"نعلن غيرتنا وحبنا له والدفاع والذود عن شرفه الكريم". ودعا الإعلان إلى مقاومة كافة أشكال الإسلاموفوبيا التي تستهدف ديننا الحنيف، مقدرا للأمانة العامة جهدها المشكور في هذا الصدد وخاصة اعتماد مجلس حقوق الإنسان بتوافق الآراء للقرار رقم: 16/18 الذي رعته المنظمة. ودعا الوزراء الدول الأعضاء كافة والمجتمع الدولي إلى ضرورة التصدي لإنتاج وترويج المواد الإعلامية التي تدعو إلى كراهية الأديان أو ازدرائها، وذلك عبر المؤسسات والآليات الدولية، وعلى ضرورة احترام التنوع الديني والثقافي في العالم، مؤكدين على المبادئ التي تضمنتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للحوار بين أتباع الديانات والثقافات والتي تبناها مؤتمر مدريد للحوار عام 2008 بعدم الإساءة للديانات ورموزها. ورحب إعلان جيبوتي بمبادرة خادم الحرمين الذي أعلن عنها في المؤتمر الإسلامي الاستثنائي من بيت الله الحرام بمكةالمكرمة في ليلة القدر المباركة من شهر رمضان الفضيل، بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، مشيرا إلى أنها مبادرة عملية لتقريب وجهات النظر الفقهية بين أهل القبلة من أبناء الأمة الإسلامية حماية وحرصاً على وحدتهم. وأدان الإعلان القمع والمجازر الوحشية بحق المسلمين من الروهنغيا في إقليم أراكان بميانمار، داعيا المجتمع الدولي للوقوف بحزم تجاه هذه القضية الإنسانية التي يندى لها جبين البشرية، مع تأييد كافة الإجراءات والقرارات المتخذة من قبل المنظمة والدول الأعضاء. وذكر الإعلان: أنه في الوقت الذي نجتمع فيه ويخلو مقعد سوريا عن المشاركة بسبب قرار تعليق عضويتها في المنظمة، فإننا لا نغفل عن الدماء البريئة التي تسفك فيها، وندعو المجتمع الدولي إلى موقف حازم تجاه وقف العنف وما يرتكب من تدمير للبنية التحتية والاقتصادية. ورحب الوزراء بالاتفاق الذي توصلت إليه أطياف المعارضة السورية يوم 11 نوفمبر 2012م في الدوحة برعاية كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. ورحب المؤتمر بإعلان المملكة العربية السعودية ترشيح معالي الوزير إياد بن أمين مدني لمنصب أمين عام لمنظمة التعاون الإسلامي، وحث كافة الدول الأعضاء لتقديم الدعم اللازم لهذا الترشيح خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم الإسلامي انسجاما مع ميثاق مكةالمكرمة التي أقرته الدورة الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي التي انعقدت في مكةالمكرمة في شهر رمضان 1433ه الموافق أغسطس 2012م، وما جاء في البيان الختامي لمؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية المنعقد في العاصمة الأوغندية كمبالا عام 2008م بشأن ولاية الأمين العام للمنظمة. وأعرب إعلان جيبوتي عن عميق الامتنان لمعالي الأمين العام البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلى، ومعاونيه لما يبذلونه من جهد مقدر في الإعلاء من شأن منظمة التعاون الإسلامي على الساحتين الإقليمية والدولية وتعزيز العمل الإسلامي المشترك والتعاون في مختلف المجالات السياسية والثقافية والإنسانية والعلمية.