وقعت البارحة الاتفاقية النهائية لدمج شركتي "البحري" و"فيلا" احدى شركات ارامكو السعودية وذلك في حفل اقيم بفندق الفور سيزن بالرياض بحضور رئيس ارامكو السعودية وكبير الاداريين التنفيذيين المهندس خالد الفالح ورئيس مجلس ادارة البحري المهندس عبدالله الربيعان والرئيس التنفيذي للبحري المهندس صالح الجاسر. وكشف المهندس الجاسر خلال مراسم توقيع الاتفاقية عن انها تتضمن انتقال كامل اسطول "فيلا" المكون من 14 ناقلة نفط عملاقة مزدوجة التصفيح وناقلة نفط عملاقة تستخدم للتخزين العائم وخمس ناقلات منتجات بترولية مكررة كما تشمل انتقال جميع اطقم ناقلات فيلا وعدد من العاملين في مكاتبها وجزء من انظمة اعمال بحيث يدخل كل ذلك ضمن الهيكل البحري. وقال الجاسر: "ستصبح البحري الناقل الحصري للنفط الخام المباع من قبل ارامكو السعودية على اساس التسليم للعميل بناقلات النفط بموجب عقد الشحن طويل الاجل ووفق شروط متفق عليها تتمتع بموجبها البحري بالحماية عند هبوط اسعار الشحن عند حد ادنى متفق عليه اما اذا ارتفعت اسعار الشحن فوق حد معين اخر متفق عليه (حد التعويض) فستقوم البحري بتعويض ارامكو السعودية عن المبالغ التي قد يكون سبق أن دفعتها للبحري عند انخفاض اسعار الشحن عن الحد الادنى. ولفت الى ان البحري ستلبي بعد اتمام هذه العملية احتياجات ارامكو المستقبلية التي تقدر بما يقارب خمسين ناقلة نفط عملاقة عبر توظيف امثل لأسطولها المملوك الذي سيبلغ 31 ناقلة نفط عملاقة واستئجار ناقلات اخرى وفق الحاجة. ومضى الى القول: "اتفقت" البحري" و"فيلا" على مناقشة ترتيبات مؤقتة لتشغيل ناقلات النفط الخام العملاقة التي تملكها البحري ضمن برنامج ارامكو السعودية لنقل النفط عبر ناقلات النفط الخام العملاقة وسيتم بهذه الترتيبات المؤقتة اعتباراً من 19 صفر 1434ه حتى يبدأ العمل بعقد الشحن البحري طويل الاجل وفقاً لنفس شروط اتفاقيات عملية الاندماج. وأعلن عن ان ارامكو السعودية ستكون بعد الصفقة مالكاً 78.750.000 سهماً جديداً تصدره البحري تمثل ما نسبته 20% من كامل اسهم الشركة بعد عملية الاصدار وسيكون لها تمثيل عادل في مجلس ادارة البحري. الى ذلك وصف المهندس خالد الفالح شركة فيلا بأنها تمثل الذراع الرئيس لشركة نقل الزيت الخام ومشتقاته. وقال الفالح ان هذا الاندماج اتى بعد فترة من الدراسة المتأنية لبلورة الجدوى الاقتصادية الوطنية منه والتأكد من كفاءته اقتصادياً، يعد مثاليا لما سينتج عنه من اسطول ضخم للنقل البحري يتكون من 77 سفينة عملاقة تمثل رابع اكبر شركة في العالم من حيث ملكية ناقلات النفط العملاقة. وتابع: "سيكون هذا الاسطول الضخم قاعدة ونقطة انطلاق للمزيد من النمو والتوسع"، وزاد: "شركة بهذا الحجم سوف تمنح قدرة اكبر على المنافسة في الاسواق العالمية للنقل البحري وفرصة لتحقيق المزيد من الكفاءة في خفض مصاريف التشغيل والصيانة وتقليص المصاريف العامة المتكررة نتيجة لتضافر امكانات كل من شركة فيلا والشركة الوطنية للنقل البحري الفنية والبشرية والمالية. وذكر ان من فوائد عملية الاندماج الاقتصادية اتاحة فرص استثمارية كبيرة لخدمة صيانة السفن والخدمات المساندة الاخرى في المملكة ما يعني اطلاق امكانات جديدة للقطاع الخاص في المملكة سيترتب عليها توفير فرص تدريب وتوظيف جديدة تحتاجها شركة بحري وقطاع الخدمات البحرية الذي سينمو تبعاً لمولد هذا العملاق الوطني الجديد في حجمه وامكاناته. واشار الفالح الى ان وجود مثل هذه الشركة العملاقة ليس مهما فقط لقطاع البترول رغم انه احد اهم القطاعات بالمملكة لكنه ايضا يخدم باقي القطاعات الاستراتيجية التي تعتمد على النقل البحري كأداة رئيسية للتصدير والاستيراد مثل قطاع البتروكيماويات والصناعات التعدينية ما يعني وجود مرونة اكثر في هذا العمليات تنعكس بصورة ايجابية على ازدهار ونمو الاقتصاد الوطني بشكل اعم واسرع على حد قوله. من جهة اخرى اشار المهندس عبدالله الربيعان الى ان القيمة الحقيقة في هذا الاندماج سوف يضاعف من حجم البضاعة المنقولة وإيجاد اسطول رائد على مستوى العالم وليصبح ترتيب البحري الرابع عالمياً من حيث حجم اسطولها المملوك من ناقلات النفط الخام العملاقة. وقال الربيعان ان دمج الموظفين والموارد والأساطيل تحت مظلة واحدة سوف يعزز من قدرة الشركة على مواجهة التطلعات الحالية والمستقبلية المتنامية للعملاء في جميع انحاء العالم ويقدم فرصا هائلة للنمو ما يسهم بتعظيم العائد لمساهمي البحري. وبين الربيعان إن الاندماج بين شركتي "البحري وفيلا" يعني بزوغ شركة وطنية رائدة على المستوى العالمي في مجال النقل البحري، تقوم بدور وطني رائد يطور صناعة نقل بحري وطنية مزدهرة، تسهم في إيجاد الوظائف وفرص الأعمال التجارية، ويكسب "البحري" المزيد من القوة والتنوع والارتقاء، وأن تكون جاهزة لتلبية احتياجات شركة أرامكو السعودية وعملائها الآخرين.