في الحادي عشر من شهر ربيع الأول 1426ه، نشرت جريدة الجزيرة الغراء كلمة لي بعنوان (ذوو الاحتياجات الخاصة في قلب خادم الحرمين الشريفين) وكان اختياري لهذا العنوان استشعاراً مني لمكانة هذه الفئات لدى خادم الحرمين الشريفين، التي عكستها كلمته الضافية - يحفظه الله - إلى مجلس الشورى بمناسبة افتتاح أعمال الدورة الرابعة للمجلس إذ رغم شمولية ذلك الخطاب التاريخي لأهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية، إلا أنه تضمن في تناوله للبعد الاجتماعي المحلي مساحة خصصها لذوي الاحتياجات الخاصة وما تقدمه لهم الدولة من رعاية صحية واجتماعية وتعليمية وتأهيلية، وإصدارها نظاماً خاصاً بهذه الفئات يغطي متطلباتها واحتياجاتها والآليات التنفيذية المحققة لذلك. فلا غرو إذن أن أتلقى عبر هاتفي وهواتف كثير من إدارات الأمانة العامة للتربية الخاصة مكالمات من هذه الفئات ليس فقط من داخل المملكة وإنما أيضاً من خارجها تعبر خلالها عن أطيب مشاعرها نحو خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - شفاه الله وعافاه - وتدعو له من أعماق قلوبها بأخلص الدعوات أن يلبسه الله ثوب الصحة والعافية، وأن يحفظه ذخراً للإسلام والمسلمين بوجه عام، ولذوي الاحتياجات الخاصة بوجه خاص، وهو يطلبون منا أن نرفع ما أعربوا عنه من مشاعر إلى خادم الحرمين الشريفين مؤكدين له - يرعاه الله - أنه في قلب كل واحد من ذوي الاحتياجات الخاصة، يدعو الله أن يحفظه ويرعاه لقاء الرعاية الفائقة التي أولاها أبناء شعبه الوفي، وخصوصاً أبناءه المخلصين ذوي الاحتياجات الخاصة. وللحق فلقد تأثرت كثيراً لهذه المشاعر الطيبة النبيلة ولم استغربها، فأنا من أوائل من يشهدون على ما قدمه ويقدمه خادم الحرمين الشريفين - شفاه الله وعافاه - من رعاية ودعم لا محدود لكل ما يخدم هذه الفئات الخاصة، وحسبنا دليلاً واحداً متلألئاً دائماً من بين عديد من الأدلة يشهد على ذلك، هو (مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بطريقة برايل) للمكفوفين والمعوقين بصرياً التي يدعمها - رعاه الله - من ماله الخاص، وتعد صدقة جارية له بإذن الله، إذ تؤدي رسالة سامية هي كتاب الله - عز وجل - مطبوعاً بطريقة برايل لجميع المعوقين بصرياً، ليس فقط داخل المملكة العربية السعودية، وإنما أيضاً في جميع أنحاء العالم الإسلامي، إلى جانب طباعة بعض الكتب الدينية والثقافية، بل ومجلة (الفجر) الشهرية للكبار، ومجلة (مشعل) الفصلية للصغار. ومن هنا أيقنت أن خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - حق له أن يتربع في قلب كل واحد منا نحن ذوو الاحتياجات الخاصة، نحرص عليه حرصنا على قلوبنا التي يسكنها، وهي أيضاً سبب استمرار حياتنا. وعلى هذا فإننا نرفع تلك المشاعر الطيبة والدعوات الصادقة من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى خادم الحرمين الشريفين، سائلين المولى عز وجل أن يتقبل منا جميعاً خالص دعواتنا، فيشفي لنا الراعي الأول والداعم الأكبر لذوي الاحتياجات الخاصة، الملك فهد بن عبدالعزيز، وأن يحفظه الله بحفظه، إنه هو الحفيظ العليم. * المشرف العام على التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم