يقوم رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بتعديل حكومي أمس في محاولة لتحسين صورة حكومته التي لا تتمتع بشعبية استعدادا للانتخابات العامة التي ستجرى مطلع 2014. وذكرت وسائل الاعلام الهندية ان سينغ سيعين وزراء شباب في مناصب اساسية احدهم وريث عائلة غاندي العريقة من اجل الاعداد لهذا الاقتراع. وراهول غاندي هو ابن حفيد الزعيم السياسي الراحل نهرو، ويعتقد انه سيكون احد الوزراء الجدد. ونجل رئيسة حزب المؤتمر صونيا غاندي البالغ من العمر 42 عاما، محور تكهنات عديدة منذ اغتيال والده راجيف في 1991. ويمثل راهول غاندي الاعزب والرياضي الذي درس في هارفرد وكمبريدج، هذا الجيل الجديد من الشباب الذين يتبعون اسلوب حياة غربي مستفيدين من الانعاش الاقتصادي في الهند. وراهول هو ابن رئيس وزراء سابق (راجيف غاندي) وحفيد رئيسة الوزراء الراحلة انديرا غاندي. وهو عضو في البرلمان حاليا ويقود جناح الشباب في حزب المؤتمر. وقد اعلن وزير الخارجية سوماناهالي مالايا كريشنا الذي يعد من كبار شخصيات حزب المؤتمر، استقالته الجمعة، تلاه وزير الاعلام امبيكا سوني (70 عاما) ووزير العدالة الاجتماعية موكول واسنيك. وقال س. م. كريشنا (80 عاما) مبررا استقالته انه "يجب ان يتولى الشباب زمام السلطة ويتحملوا مسؤولياتهم. شعرت انه حان الوقت لاترك المكان لجيل جديد". وذكرت وكالة الانباء الهندية برس تراست اوف انديا ان وزير السياحة سوبود كانت ساهاي المتورط في فضيحة مرتبطة بخصخصة مناجم الفحم، سيغادر الحكومة على الارجح. وفقدت حكومة يسار الوسط اغلبيتها البرلمانية في سبتمبر عندما غادر حليفها "ترينامول المؤتمر" الذي يعارض اصلاحات تسمح بفتح قطاعات باكملها في الاقتصاد للاستثمارات الاجنبية. وبعدما حصل على دعم حزب محلي آخر ليس عضوا في الحكومة، لا يواجه حزب المؤتمر اي خطر لانهيار الحكومة. وبما ان "ترينامول" لم يعد شريكا في الحكومة، يتوقع ان يكون كل الوزراء الجدد من اعضاء حزب المؤتمر الذي تقوده صونيا غاندي التي ما زالت اقوى سياسية في البلاد. وكان حزب المؤتمر العريق فاز في الانتخابات التشريعية في الدورتين السابقتين. لكن اتهامات بالفساد والتباطؤ الاقتصادي ادت الى اضعاف حكومة مانموهان سينغ. وبعد سنوات من نمو اقتصادي اقتربت نسبته من عشرة بالمئة، سجلت القوة الاقتصادية الثالثة في آسيا، نموا في اجمالي الناتج الداخلي لم يتجاوز ال 5,5 بالمئة في الفصل الاول من السنة المالية 2012-2013 (من ابريل الى يونيو). وهي ادنى نسبة تسجلها الهند منذ اكثر من سنتين. وردا على سؤال عن احتمال اضافة حقائب الى الحكومة، قال وزير التجارة اناند شارما لوكالة فرانس برس "انه امر لا يعرفه سوى رئيس الوزراء وصونيا غاندي". ورأى المحلل شوبا سينغ ان التعديل الحكومي يشكل الفرصة الاخيرة لاقناع الناخبين بان الحكومة لم تفشل. وقال لفرانس برس "اعتقد انه يحاول اعطاء شكل اكثر شبابا وحداثة لحكومته". واضاف "رحيل كريشنا يخفض معدل الاعمار في هذه الحكومة وفي الانتخابات سنة ونصف السنة فقط وعلى رئيس الحكومة تقديم حكومة فعالة". ويتوقع ان يستقبل سينغ نفسه عند الانتخابات في اكبر ديموقراطية في العالم.