هاجم التيار الإسلامي في مصر مليونية "مصر مش عزبة .. مصر لكل المصريين" التي نظمتها أول من أمس القوى الليبرالية واليسارية. وقال طارق الزمر، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية والقيادي بحزب البناء والتنمية، إن المظاهرات التي نظمتها القوى المدنية واليسارية بميدان التحرير تسيء إلى الشعب المصري بأسره، وليس التيار الإسلامى فقط. وأضاف: "يجب على كل من يفكر في التظاهر بميدان التحرير، أن يعرف أن التحرير يرسم صورة مصر في الخارج أمام دول العالم ومن الخطأ أن يقوم التيار المدني واليساري بحملات السباب والشتائم للتيار الإسلامى من داخل ميدان الثورة". وتابع الزمر أن مطالب متظاهري هذا التيار بحل الجمعية التأسيسية الدستور "غير شرعية"، مؤكداً أنه ليس من حقهم إقالة رئيس الجمهورية لأنه الرئيس المنتخب. وشدد على أن الهجوم على الجمعية التأسيسية للدستور ليس له أي مبرر قانوني أو دستوري، قائلاً: "لو أن التيار المدني واليساري صاحب الأغلبية فليوجه الناس لرفض الدستور، لكن الشعب المصري هو صاحب الإرادة الحقيقة". وأضاف: "الحقيقة التي ظهرت هي أن بعض القوى الليبرالية واليسارية لا تعرف شيئا عن الديمقراطية، ونقول لهم إن حرية التعبير مكفولة وإن وصلت لحد السب والقذف للتيار الإسلامي، وهذا هو طريقكم للفشل في الانتخابات البرلمانية القادمة". وقلل الدكتور عادل عبد المقصود عفيفي، رئيس حزب الأصالة "السلفي"، من أهمية المظاهرات التي نظمتها القوى المدنية بميدان التحرير، تحت عنوان "مصر مش عزبة .. مصر لكل المصريين"، وعلى رأسهم حزب الدستور والتيار الشعبي وحركة 6 أبريل، قائلاً: "هذه المظاهرات التي يسمونها "مصر مش عزبة" ليست مليونية، ولا يمكن وصفها بأكثر من مظاهرات مئوية ينظمها مئات الأفراد". وأضاف أن من شاركوا في المظاهرات أشبه بمن نزلوا مع محمد أبو حامد في المظاهرات التي دعا لها يوم 24 أغسطس، متسائلاً: "هل هذه هى حرية التعبير التي يطالبون بها ؟ هل يجوز أن يسبوا رئيس الجمهورية في مظاهراتهم ؟"، مطالباً بمحاسبة كل من سب الرئيس في مظاهرات الجمعة. على خلاف ذلك أكد الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن خروج جموع الشعب المصري بمختلف أطيافه السياسية، الأحزاب والحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين والفنانين وشباب الجامعات يعيد مرة أخرى للمصريين ذاكرة ثورة 25 يناير وروحها، ويؤكد الإصرار على عدم التفريط في مبادئها ورفض كل محاولات الاختطاف والتشويه وانفراد فصيل سياسي واحد بتحديد مستقبل وهوية مصر. وأضاف أن عشرات الآلاف الذين خرجوا في القاهرة والإسكندرية وجميع محافظات مصر حملوا جميعاً رسالة واحدة للنظام الحاكم وجماعات الإسلام السياسي تقول إن المصريين لن يقبلوا بدستور طائفي وعنصري يقمع المرأة ويمزق نسيج الأمة ويضرب الحريات في مقتل ويؤسس لدولة دينية تحكمها ديكتاتورية جديدة ترتدي عباءة الدين. ولفت إلى إن المليونية أكدت أيضاً عزم الأحزاب المدنية وأطياف التيار الديمقراطي الواسع في مصر على الوحدة وتجميع صفوفها في جبهة قوية للمعارضة ستكون شوكة مؤلمة في حلق أعدائها وتتصدى بكل قوة إلى جميع أشكال الهيمنة على دستور مصر ومحاولات الإخوان للسيطرة على مفاصل الدولة، مؤكداً أن الأيام القادمة ستشهد تحركاً واسعاً لاستثمار الزخم الذي أحدثته مليونية "مصر مش عزبة".