أكد مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر أن التعليم العالي يحظى في هذا العصر الزاهر، عصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله – بعناية بالغة ظهرتْ علاماتها واضحة على واقع التعليم العالي من ناحيتي الكم والكيف، فقد تغيرتْ ملامح التوزيع الجغرافي لمؤسسات التعليم العالي فباتت منتشرة في كل مناطق المملكة ومحافظاتها بعد أن كانت في السابق محصورة على المدن الكبرى، كما ارتفع المستويان المعرفي والأكاديمي لهذه المؤسسات باستلهامها المعايير الدولية للجامعات العالمية. ويضيف معاليه أن لجامعة الملك سعود قصة نجاحاً خاصة في سياق هذه الطفرة النوعية لقطاع التعليم العالي إذ استثمرت الدعم السخي الذي تفضل به خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – والتوجيهات السديدة التي تتلقّاها من صاحب المعالي وزير التعليم العالي فتحولت الجامعة بكل ذلك إلى أنموذج رفيع للمؤسسة التعليمية الحديثة بتطبيقها أعلى السمات للجامعات الرائدة على مستوى العالم، وإطلاقها أحدث البرامج البحثية والمبادرات التطويرية التي قفزتْ بها عالياً على السلم الدولي. وفي هذه الأيام التي تحتفل فيها بلادنا باليوم الوطني رأتْ الجامعة نشر صفحة من صفحات النجاح والتقدم ممثلة في جامعة الملك سعود ليجسد مضمون هذه الصفحة حجم الدعم والرعاية الذي تلقاه إحدى مؤسسات الوطن من لدن حكومة البلاد الرشيدة -يحفظها الله- والنهضة المتنامية التي تشهدها بلادنا عاماً بعد آخر على المستوى المعرفي. برنامج الأوقاف هو برنامج يهدف إلى تحقيق الاستقلالية المالية، وتنمية الموارد الذاتية للجامعة، وإيجاد مصدر دخل ثابت ودائم؛ لدعم أنشطة البحث والتطوير والتعليم، ودعم العلاقة بين الجامعة والمجتمع وبرعايةٍ من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد ، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس اللجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود، أُطلق برنامج أوقاف الجامعة عام 1429ه، على مساحة (180)ألف متر مربع، ويتكون من (11) برجاً. المشروعات الإستراتيجية وتحقيقاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين، ولتحقيق الأهداف الاستراتيجية الطموحة للمملكة العربية السعودية وللتعليم العالي، فقد أسست الجامعة عدداً كبيراً من المشروعات الإستراتيجية بدعم حكومي سخي ، حتى بلغت الأموال السخية التي خصصتها الحكومة السعودية لهذه المشاريع (14) مليار ريال ، ومن هذه المشروعات مشروع المدينة الجامعية للطالبات، ومشروع توسعة المدينة الطبية الجامعية، ومشروع توسعة مستشفى الملك خالد الجامعي، ومركز لعلاج السرطان، ومركز لعمليات المناظير، ومركز إعادة التأهيل، ومركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب، ومشروع مركز طب الأسرة، ومشروع المواقف متعددة الأدوار بالمدينة الطبية، ومشروع مبنى العناية المركزة الشاملة، ومشروع مبنى العيادات الخارجية، ومشروع مبنى التموين الطبي بمستشفى الملك خالد الجامعي، ومشروع مجمع خدمات التكييف للمدينة الطبية، ومشروع إسكان أعضاء هيئة التدريس. وادي الرياض للتقنية أطلقت الجامعة مشروع وادي الرياض للتقنية، الذي يعتبر واحة علوم وتقنية تبلغ مساحتها (1.7) مليون متر مربع دخل الجامعة، الذي يضم عدداً من مؤسسات العلوم والتقنية الضخمة، ويمثل وادي الرياض للتقنية بيئة متكاملة تدعمها أكبر وأعرق مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في المملكة، التي تُوفِّر قاعدة بحثية قوامها (70.000) طالب، و(4.500) عضو هيئة تدريس بمحفظة استثمارية تبلغ قيمتها (7) مليارات ريال، لتصل إلى (12) مليار ريال خلال (10) أعوام، بهدف الآلاف من فرص العمل للحد من ظاهرة البطالة في المملكة. نقل التقنية والشركات الناشئة مخرجات جامعة الملك سعود البحثية تحولت إلى شركات ناشئة "Start-ups" ، فتم تأسيس (14) شركة استثمارية ناشئة ، معظم هذه الشركات مملوكة لخريجي الجامعة. الكراسي البحثية اهتمت الجامعة بالبحث العلمي المتخصص عن طريق التوسع في إنشاء كراس بحثية في جميع المجالات، تقوم فكرتها على خلق شراكة بين المؤسسات الأكاديمية ممثلة بالجامعات كطرف، والمؤسسات العامة، أو الخاصة، ورجال الأعمال وغيرهم.. كطرف ثانٍ بصورة تكاملية، وبموجب هذه الشراكة تقوم الجامعات بتهيئة البيئة البحثية اللازمة لنجاح فعاليات الكرسي، ومتابعة أدائه، وتحقيق أهدافه؛ لتكوين مصدر دخل مستقل لدعم الأبحاث العلمية المتخصصة، ووضع مخرجاتها في خدمة المجتمع. ولقد تزايد عدد كراسي البحث في جامعة الملك سعود من (17) كرسياً في عام 1428ه ( 2007م) إلى (134) كرسياً في عام 2012م، وهذا العدد يمثل نسبة (55%) من مجموع كراسي البحث في المملكة العربية السعودية. النشر العلمي وبراءات الاختراع اهتمت جامعة الملك سعود بالبحث العلمي وبراءات الاختراع، حتى تزايد عدد البحوث المنشورة باسم جامعة الملك سعود في قاعدة بيانات ISI العالمي ليصل إلى (2238) بحثاً في عام 1432ه (2011م) وهو ما يعادل (تقريباً) جميع البحوث المنشورة باسم جامعات المملكة الأخرى. كما نشرت جامعة الملك سعود (9) بحوث في مجلتي العلوم والطبيعة حتى سبتمبر 2012م ، وسجلت الجامعة أكبر عدد براءات اختراع في المنطقة، في المدة من 2006م حتى أكتوبر 2011م، وتضاعف متوسط الإيداع إلى أكثر من أربعين ضعفاً ليصل إلى (368) براءة اختراع (مسجلة ومنشورة ومودعة) باسم جامعة الملك سعود في المكاتب الإقليمية والعالمية المختلفة، (50%) منها في مكتب براءات الاختراع الأمريكي (هناك أكثر من (600) نموذج إفصاح عن اختراعات لمنسوبي جامعة الملك سعود في المكاتب الإقليمية والعالمية المختلفة). الاعتماد الأكاديمي المؤسسي لم تكن جامعة الملك سعود تركز على المنشآت والأبحاث العلمية فحسب بل توجهت نحو النهوض والارتقاء بمستوى أداء برامجها الدراسية والتطويرية، حتى استطاعت أن تكون أول جامعة في المملكة تستوفي متطلبات الهيئة الوطنية للاعتماد والتقويم الأكاديمي " NCAAA " إذ حصلت الجامعة مؤخراً على الاعتماد المؤسسي، كما حصل عدد من البرامج الأكاديمية بالجامعة على الاعتماد البرامجي من الهيئة الوطنية للاعتماد والتقويم الأكاديمي، وتشمل كلية الطب ( برنامج الطب والجراحة) ، وكلية طب الأسنان( برنامج طب وجراحة الفم والأسنان) ، وكلية المجتمع( 6 برامج) ، كلية الآداب قسم اللغة العربية (برنامج اللغة العربية). كما حصلت 17 كلية في الجامعة على الاعتماد الأكاديمي من مؤسسات اعتماد دولية. وتخضع جميع البرامج الأكاديمية حالياً للاعتماد الأكاديمي العالمي والوطني. الخطة الاستراتيجية للجامعة 2030 يهدف المشروع لإعداد خطة شاملة ومتكاملة طويلة المدى لتحقيق ريادة الجامعة في العملية التعليمية والبحث العلمي وخدمة المجتمع، ولتكون الجامعة في طليعة الجامعات العالمية المتميزة، وقد أطلقت الجامعة الخطة لتحقيق أهداف منها تحديد القضايا الأساسية والمؤثرة في رسالة الجامعة، وتحسين الكفاءة الداخلية وجودة مخرجات التعليم، وتوفير بيئة جاذبة للكفاءات المتميزة من أعضاء هيئة التدريس، وتحقيق متطلبات التقويم والاعتماد الأكاديمي على المستويين المحلي والعالمي، وتوفير الإمكانات المعيارية للبحث العلمي، وتشجيع الباحثين وإبرازهم عالمياً ، وتوفير البيئة التعليمية المناسبة لتطبيق الاتجاهات والتقنيات الحديثة في التعلم والتعليم الجامعي، وتعزيز الشراكة بين الجامعة وقطاعات المجتمع المختلفة، وحققت الخطة نسبة كبيرة من مجمل هذه الإنجازات تصل إلى (30%) خلال السنتين الماضيتين. معاهد مبتكرة بالجامعة أسست الجامعة معاهد ومراكز بحثية متقدمة لتعزيز البنية التحتية للبحث والتطوير، منها معهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأبحاث النانو، الذي أُنشئ بمبادرةٍ من خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله - بتاريخ 26/4/1428ه، والهدف منه نقل التقنية، وتوطينها، وبناء قدرات وطنية للبحث العلمي في مجال النانو وتوفير البيئة المناسبة لها، ومعهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة الذي كان ضرورياً لامتلاك التقنيات المتقدمة التي تُبنى عليها منظومة الدفاع عن الأوطان وكرامتها ولإجراء الدراسات والبحوث، وتقديم الخدمات الاستشارية بالتعاون البحثي والتطبيقي المشترك بين القوات الجوية الملكية السعودية وجامعة الملك سعود، ومعهد الأمير نايف لأبحاث العلوم الصحية، الذي سيوفر عناصر البنى التحتية لإجراء أبحاث متقدمة في العلوم الصحية؛ لتساهم في تحقيق التميُّز في مجال البحث والتطوير، وتشجيع المبدعين على البحث والابتكار، ومعهد الأمير سلمان لريادة الأعمال، الذي يسهم في إعداد الشباب السعودي على إقامة المشروعات الريادية المبتكرة، وخلق فرص عمل للآخرين من خلال بناء وترسيخ ثقافة ريادة الأعمال ومجتمع المعرفة، وتحفيز الشباب، وتدريبهم، وتمكينهم، بالتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة ذات العلاقة في تحقيق تطلعات الدولة في معالجة البطالة. التصنيفات العالمية للجامعات جميع هذه الإنجازات وغيرها أدت إلى دخول جامعة الملك سعود في التنافسية العالمية، فحققت تطوراً وقفزات هائلة في التصنيفات العالمية المختلفة للجامعات ، إذ دخلت جامعة الملك سعود ضمن أفضل (300) جامعة عالمياً في تصنيف شنغهاي وهو التصنيف الأشهر والأقوى عالمياً، باحتلالها المرتبة (202) لعام 2012م ، مسجلةً صدارةً عربيةً وإسلاميةً، وليس هذه هي المرة الأولى، بل المرة الرابعة على التوالي منذ عام 2008م وبتحسُّنٍ في الترتيب عاماً بعد عام، ولم تكن هناك أي جامعة عربية في هذا التصنيف في عام 2007م ، وكذلك حققت الجامعة في آخر تصنيف ل (ويبوماتريكس الإسباني - يوليو 2012) مكانةً متميزةً بالمرتبة (236) عالمياً ، متصدرةً الجامعات العربية، والإسلامية، والشرق أوسطية، بعد أن كانت في المرتبة (3062) عالمياً في 2007م، وتصدرت الجامعات العربية والإسلامية في آخر سبع إصدارات لهذا التصنيف. كما تميزت أيضاً بتصنيف QS البريطاني محققةً المركز (197) عالمياً لعام 2012م، والأولى عربياً بعد أن كانت بعيدةً عن المنافسة العالمية في عام 2007 م، ولم تكن هذه التصنيفات نتاج عمل محدد بل هي نتاج للحراك التطويري في البحث العلمي والتعليمي بالجامعة في مجالات شتى. الجوائز العالمية أصبحت جامعة الملك سعود جامعة عالمية بحق، وحققت جوائز عالمية مشهودة لها في مجالات الإبداع والابتكار والاختراع، وأصبح أعضاء هيئة التدريس بالجامعة منافسين في المحافل الدولية والمسابقات العالمية، ونذكر من هذه الجوائز جائزة هيئة الأممالمتحدة في تحسين تقديم الخدمات العامة لعام 2010م عن دول غرب آسيا، وجائزة الشرق الأوسط الخامسة للتميُّز للعناية بخدمة العملاء، وجائزة المحتوى العربي الإلكتروني، التابعة لجائزة القمة العالمية AWS لعام 2009م، وجائزة الميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي للاختراعات عام 2009م ، (11) جائزة في عام 2011م ، و(19) جائزة في عام 2012م ، و(23) جائزة بمعرض ماليزيا الدولي العاشر للابتكار والاختراع و عام 2011م و(24) في عام 2012م ، و(13) ميدالية في معرض بريطانيا الدولي للابتكار والإبداع والتقنية أكتوبر 2011م، وجائزة درع التعليم الإلكتروني لأفضل موقع إلكتروني في العالم العربي ضمن مسابقة أكاديمية جوائز الإنترنت في المنطقة العربية، وجائزة الحريري لأفضل منظومة تشغيل في العالم العربي لعام2009، وتحقيق مركز سابك لأبحاث البوليمرات في الجامعة جائزة الإبداع والتميُّز من الاتحاد الخليجي، وفوز مركز الابتكار بالجامعة في المرحلة الأولى من مسابقة ايرباص الدولية للابتكار، وفوز الجامعة في مسابقة روبوت كاشف الألغام الأرضية، وحصول البروفيسور عبدالعزيز بن ناصر المانع الأستاذ بكلية الآداب بالجامعة على جائزة الملك فيصل العالمية لعام 2009م، وهناك الكثير والكثير من الجوائز في مجالات اخرى. عالمية جامعة الملك سعود يعد عبور الجامعة للعالمية بوابة مهمة لمساهمة الجامعة على نحو فاعل في تلبية حاجة المملكة للتخصصات الدقيقة في البحث العلمي والدراسات العليا والإبداع، فقد تم عقد اتفاقات أكاديمية وبحثية برعاية ودعم ومتابعة الدولة – رعاها الله- لتوفير فرص عظيمة لكافة منسوبي الجامعة وطلابها وطالباتها للارتقاء والتميز وذلك من خلال برنامج التوأمة مع كبرى المؤسسات التعليمية والأكاديمية العالمية في أهم الدول المتقدمة كما تم تدشين برنامج زمالة عالم وأستاذ زائر لاستقطاب أهم العلماء المتميزين للإشراف والمشاركة في الأبحاث العلمية بالجامعة وأصحاب التخصصات النادرة مثل علماء نوبل وأقطاب التخصصات العلمية الدقيقة على مستوى العالم ، وتم تشكيل فريق علمي استشاري للدراسات العليا بعضوية عدد من الخبراء العالمين في مجال الدراسات العليا والبحث علمي من عدة جامعات وهيئات العالمية ممن لهم تجربة واسعة في التخطيط لبرامج الدراسات العليا والبحث العلمي بهدف تطويرها في الجامعة. منظومة إلكترونية متكاملة بالجامعة حققت الجامعة بيئة تعليمية متميزة، مطبقةً خدمات الحكومة الإلكترونية، مركزةً على مفهوم الجامعة الذكية "Smart University" وذلك بتطوير (2250 قاعة ذكية) وإنشاء عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، لتكون مسؤولة عن الشق التكنولوجي بها، وقد أطلقت هذه العمادة موقعاً إلكترونياً متميزاً للجامعة، وأكسبتها خدمات إلكترونية متعددة شملت أنشطة الجامعة كافة.