يظل الحكم الأجنبي بتفاعله وحضوره وتواجده المستمر بجانب اللاعبين متميزاً عن غيره من الحكام العرب الذين يركضون بالميدان وأعينهم بعيدة عن أحداث المباريات. فالحكم الأجنبي الذي أخذت تجربته تلقى قبولاً واستحساناً بات محبباً لدى المتابعين ونجوم الكرة والجماهير قاطبة فالقرارات صائبة والمتابعة دقيقة والكروت الملونة قريبة من يديه لا يتردد في اخراجها ولا يتردد في اطلاق صافرته عندما يشاهد خطأ مشيناً أو اعاقة جسورة أو عرقلة عابرة أو خشونة جائرة أو تعمداً مقصوداً يهدف إلى نهاية نجم من نجوم الكرة فالشواهد تملأ براويز الصحف والمنتديات جميعها تؤكد تفوق ونجاح الحكم الأجنبي في ملاعبنا وعلى النقيض من حكامنا العرب الذين يصارعون الأمواج ويتلطفون الأجواء ويتهربون من إصدار الحقوق لمستحقيها. فكم من نجم راح ضحية للخشونة المتعمدة ونامت الكروت الملونة في جيوب الحكام. فالبطولة العربية خير شاهد على اهتراء الحكم العربي الذي لم يعد يقدم المستويات ولم يعد يقدم جديداً يشفع له بالبقاء في دائرة الأضواء فمباريات البطولة العربية أكثر من عكر صفوها هم (البعض) وليس الكل من الحكام العرب فالأحداث تمر من أمامهم ولا يحركون ساكناً ولا يفتحون للكروت الملونة باباً لسد أبواب العنف والخشونة فسامي الجابر آخر ضحايا الإصابات المتعمدة، والتساؤل أين حماية النجوم قبل البطولات وما ينطبق على الحكم العربي قد ينطبق على الحكام السعوديين الذين مازالوا يعيشون على وهم النجومية وتعدد الفرص والبحث عن الشارة الدولية.. فتحكيمهم لا يبتعد عن تحكيم الحكام العرب، فهم يرون ان اطلاق الصافرة واخراج الكروت قد يسبب لهم حرجاً عن المتابعين، فكم من ضحية كاد ان يفقد حساسيته على الكرة والسبب التهاون في إنجاز القرار المناسب في الوقت المناسب وليس سعد الحارثي كمثال ببعيد عن خشونة المنتشري ولا محمد الدعيع ببعيد عن صدمات الطارقي ولا التمياط بعيد عن خرفشات الجاسم ولا سامي الجابر الذي خرج مصاباً بعنف وعنفوان وليد عبدربه. ومن هنا لعل المسؤولين بالرئاسة العام لرعاية الشباب وعلى وجه الخصوص الاتحاد السعودي لكرة القدم إصدار تعليماته وتوجيهاته للحكام وللأندية وللاعبين الذين يمتهنون أساليب الخشونة بالعمل على منعهم وحماية نجوم الأندية منهم.. فالمرحلة القادمة هامة بالنسبة للرياضة السعودية ولابد من معالجات فورية لتجعل من أبطال تقصّد الأرجل والأقدام يناورون على الكرة وليس على الأجل والأقدام.. فهناك من يلعب ليكسب بفنون اللعبة وهناك من يلعب ليسعد جماهير اللعبة ولكن لا مكان هنا لمن يلعب على عراقيب اللاعبين.