يعتبر الزبير بن البكار واحداً من اهم الباحثين المبدعين الذي قدم للبشرية عددا كبيرا من المؤلفات التي رفدت المكتبة العربية بأهم ما وصلنا من كتب الانساب والتراجم والتاريخ .. وزارة الثقافة السورية وضمن اهتماماتها في احياء التراث العربي اصدرت مؤخرا كتاب «الأخبار الموفقيات» للزبير بن البكار الذي عاش في القرن الثالث الهجري العصر العباسي الذي كان اكثر العصور العربية والاسلامية اهتماما بالثقافة والفكر وفيه تفتحت الثقافة العربية وتمازجت الثقافات الأخرى من خلال الازدهار الذي ساد ذلك العصر الذي ساد جوانب الحياة كافة وعلى رأسها الجانب الثقافي الذي تميز بتشجيع الخلفاء العباسيين للعلماء وتكريمهم .... توثيق التراث لهذا فإن كتاب «الأخبار الموفقيات» يعد من اهم كتب التراث العربي في القصص والأخبار، فقد تألق المؤلف في طريقة سرده للروايات وفي اسلوب اختيار الحكايات الهادفة التي تحمل في مضمونها العبرة والفائدة للمطلع عليها اذا ما حاول الاستفادة منها، ومن تجارب اشخاصها وفي معرفة اخبار من سبقونا في الحياة وأخبار الاقدمين وتتبع احوالهم لاسيما ان العرب لم يكن يشغلهم سوى اخبار الفتوحات في فترة من الفترات وعندما نقلها كثيراً من المؤرخين ودونوها، راح بعضهم يبحث عن فنون جديدة في الكتابة والتاليف ونقل الصور الحية من الماضي لتكون لهم عونا على ملء اوقات فراغهم في ندواتهم وسهراتهم وسمرهم في التمتع باخبارالعرب وطرائفهم ... والمدقق في هذا الكتاب يجد ان شخصيات اخباره لم تكن مقتصرة على فئة معينة من الناس بل تعدى نقل هذا كل ما هو مفيد في مجالات الحياة كافة فقد تحدثت عن الامراء والحكام كما تحدث عن الشعراء وعن اناس نجحوا في مختلف مجالات الحياة في عصر المؤلف وما كان من قبله في عصر الرسول وفي عصور ما قبل الاسلام وتميز الزبير بن البكار في اختيار الأخبار الصحيحة التي رواها عن رواة ثقات وأشخاص عرفوا بالنزاهة وصحة النسب واذا كان بعض هذه الروايات طويلاً وبعضها الآخر قصير لا يتجاوز عدة اسطر ... عصر علم وبما ان العصر الذي عاش به الزبير بن البكار عصر علم وثقافة وذلك بفضل عوامل عديدة ادت إلى ازدهاره ومنها تشجيع الحكام للعلماء وتكريمهم وتقريبهم منهم، فقد حظي الزبير بتكريم المتوكل العباسي له ورعايتها حيث عينه قاضيا على مكة واعطاه الهدايا وطلب منه القدوم إلى بغداد ولشدة اعجابه بعلمه وتقديرا من الخليفة لمنزلة الزبير كلفه برعاية ابن الموفق ولذلك سمي الكتاب بالأخبار الموفقيات وفاءً منه للخليفة المتوكل وابنه الموفق حيث كان جامعاً شاملاِ لاخبار السياسة والعلم والدين والشعر عند العرب وعند غيرهم من الشعوب الاخرى . نسب الزبير ومؤلفاته الزبير بن البكار هو عبد الله الزبير بن بكر بن بكار، وكنيته ابو بكر بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي الزبيري . كان من اعيان العلماء صنف كتبا كثيرة منها كتاب انساب قريش، وقد جمع فيه شيئا كثيرا من نسب القرشيين وله مصنفات دلت على فضله واطلاعه واقترن اسمه بنسب قريش وذكر ابن النديم عددا من كتب الزبير بن البكار وكان من اهمها : 1 كتاب الموفقيات في الأخبار 2 كتاب النحل 3 كتاب اخبار العرب وايامها 4 نسب قريش واخبارها - مطبوع 5 اخبار ابن دهبل الجمحي 6 اخبار المجنون 7 اخبار المدينة وكانت وفاة الزبير بمكة ودفن بها ليلة الاحد لتسع بقين من ذي القعدة سنة ست وخمسين ومئتين وبلغ من السن اربعة وثمانين سنة .