عقدت الهند والولاياتالمتحدة معاهدة عسكرية لمدة عشر سنوات وسط كشف بأن الرئيس الأميركي الأسبق نيكسون خص رئيسة وزراء الهند الأسبق إنديرا غاندي والهنود بأوصاف قذرة خلال المواجهة الهندية الأميركية إبان أزمة باكستانالشرقية سنة 1971 والتي انتهت بظهور «بنغلاديش» بتدخل عسكري أميركي. وقد عقدت المعاهدة بين وزير الدفاع الهندي بارناب موخَرجي الذي يزور أميركا حاليا ووزير الدفاع الأميركي رونالد رمسفلد. وتتضمن المعاهدة التعاون في الدفاع الصاروخي وإنتاج معدات عسكرية وتبادل تكنولوجيا حساسة والعمل المشترك للحيلولة دون انتشار أسلحة الدمار الشامل.. وجاءت هذه المعاهدة في صورة وثيقة مشتركة بعنوان «إطار جديد للعلاقات الدفاعية الهندية الأميركية» التي وقع عليها الوزيران. وتقضي هذه المعاهدة رفع مستوى التعاون الدفاعي بين البلدين - الجاري منذ سنة 1995 - وإنشاء مجموعة عمل مشتركة للإشراف على التعاون الذي سيشمل البحوث المشتركة والتجارب المشتركة وتدريب طياري البحرية الهندية في الولاياتالمتحدة والعمل المشترك ضد الإرهاب والعمل للقضاء على التطرف الديني وتأمين الطرق الفضائية والبحرية والبرية لأجل فتح الطرق أمام التجارة الحرة في أنحاء العالم والعمل المشترك بين جيشي البلدين والتعاون في عمليات حفظ السلام في أنحاء العالم والمشاركة في إنقاذ ضحايا الكوارث الطبيعية وإدارتها. وتم الاتفاق على هذه المعاهدة قبل أسابيع من الزيارة الرسمية التي سيقوم بها رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ للولايات المتحدة ابتداء من 18 يوليو القادم. وتأتي هذه المعاهدة في نفس الوقت الذي أذيعت فيه بعض أوراق الرئيس الأسبق نيكسون حول أحداث سنة 1971 حين ساعدت الهند المتمردين البنغاليين وتدخلت عسكريا في باكستانالشرقية بينما وقفت أميركا إلى جانب باكستان. وقد ظهر في هذه الأوراق أن الرئيس نيكسون استخدم كلمات لاذعة حول إنديرا والهند ومما قاله عن إنديرا غاندي أنها «عرافة عجوز» وقال عن الهنود أنهم «أوغاد» و«مخادعون» و«يستحقون مجاعة عامة». وكان مسئولون أميركيون في مارس الماضي قد قالوا أن أميركا مستعدة للمساعدة على تحول الهند إلى قوة عظمى في القرن الواحد والعشرين.. ويرى محللون هنا أن أميركا تريد استغلال الهند لضرب الصين وأن الهند في هذه العلاقة لن تكون إلا الخادم والأداة وهي ستخسر في نهاية الأمر. إلا أنه يبدو أن الطبقة الحاكمة في الهند قد قررت أن تدلي بدلوها مع الولاياتالمتحدة وقد ظهر هذا خلال تغير السياسة الهندية بصورة جذرية خلال حكومة حزب الشعب الهندي وتستمر الهند نفس السياسة في ظل حكومة حزب المؤتمر الذي يحظى بتأييد الأحزاب الشيوعية الهندية.