كل شيء يهون على الإنسان ويعوض عنه إلا أن تكون سارقاً لأحد أعماله التي تعب وشقي وبذل جهده ووقته في تركيبه وتصميمه وعمله! نعم عندما يقوم المجتهد بعمل شيء خصوصاً إذا كان شيئاً مميزاً وجهداً مضاعفاً فإن من حقه على المجتمع بأن ينسب له ولو لم يكن هناك مكافأة مادية او ملموسة له فإن المكافأة عليه تكون بأن يذكر اسمه عندما يذكر هذا العمل وينسب إليه فهذا من أقل أبواب الشكر أو بالأصح من أقل أنواع المكافآت لبني آدم، فسرقة كتابات الكتاب وأفكار المبدعين وأشعار الشعار من أعظم الجرائم التي يجب أن يعاقب القانون والنظام الدولي عليها، كيف يرضى ضميرالبعض بأن يسلب فكرة غيره او كتابته او شعره! إنّ الشخص الذي تعب وبذل الجهد الكبير والوقت الثمين في ذلك العمل لايستحق ان يكافأ عليه بسرقته! تلك هي المصيبة واي مصيبة هي تلك؟ بل الأدهى من ذلك وأمر أن يأتيك جاهل مركب ويدعي بأنه كاتب لذلك المقال المميز او ناظم لذلك الشعر المؤثر أو لتلك الكلمات المرتبة، يالها من وقاحة وياله من تبجح!. في القانون لدى كثير من الدول هناك ما يعرف بحقوق الناشر أو حقوق الطبع أو حقوق المؤلف، تلك هي محاولة لحفظ تلك الحقوق لأصحابها وليت أصحابها سلموا! نعم ليتهم سلموا من سرقة أفكارهم وتعبهم وجهدهم من عديمي الضمير بل على العكس نجد ان السارق يتفاخر بنسبة ذلك العمل المسروق لنفسه وبنسبة تلك الكلمات المميزة والكلام المؤثر والمفيد له ونجده ضاربا بعرض الحائط لكل قانون يحمي أصحابها من السراق أمثاله ! لانه يعلم بأن تفعيل وتطبيق ذلك القانون يحتاج إلى وقت وجهد لكي يستعيد صاحب الحق لحقه وذلك مما شجعه وأمثاله إلى التمادي في تلك الجريمة والاستمرار في ارتكابها دون مبالاة ودون اكتراث وكما قيل (يكذب الكذبة ويصدقها). حب الظهور والشهرة هو غالباً الدافع لتلك الأعمال المشينة من مدعي الشهرة الزائفة والمجتمع يجب ان يقف مدافعاً عن أصحاب تلك المسروقات تماماً كما يقف رجال الشرطة مع أصحاب المسروقات العينية أو المادية أو الملموسة، من حيث سرعة انتقادهم لبشاعة العمل الذي أقدم عليه وعدم تشجيعه والتشهير به مما يجعله عبرة وعظة لغيره من عديمي الضمير وادعياء الثقافة نعم بل يجب ان يقف ضده أصحاب المنتديات ورؤساء التحرير العقلاء ويمنعوه ويشهروا به ويترصدوا لمثله من السراق ويوضع في اللائحة السوداء عندهم حتى يتعظ غيره ويكون عبرةً لمن يعتبر. * الوفد السعودي الدائم لدى الأممالمتحدة- نيويورك