السكن يمثل الأمان والاستقرار والضمان للعائلة ولعله أهم شيء بعد الأمن والغذاء وثالث أهم ثلاثة (الأمن والغذاء والمأوى) ولأهميته للإنسان نجد ان وزارة العمل تشترطه كأول الاشتراطات وتلزم المؤسسة بتوفير سكن للعامل الأجنبي لما في ذلك من الاستقرار النفسي والاجتماعي للعامل مما يجعله يعطي وينتج وهو مرتاح البال، لكن للأسف نجد أن ابنة أو ابن هذا الوطن الغالي لا يزال يكابد ويعاني الأمرين من أزمة السكن إما بارتفاع الايجارات والتي لا يحدها سقف معين وإما بعجزه وفشله عن التسديد باستمرار فهذا الايجار يلتهم للاسف نسبة كبيرة من راتبه المتواضع نجده في حالة نفسية سيئة ووضع يرثى له إما أن يعيش على الدَين و السلف وإراقة ماء وجهه لكي لا يجد نفسه وأبناءه يوما ما بالشارع أو يحاول الحصول على المال بطرق ملتوية وكلها لا يرضاها أي إنسان ذي ضمير حي هذا هو واقع المجتمع يا مجلس الشورى ليس كل المواطنين أغنياء ويملكون قصوراً ورواتب ضخمة وبدلات مختلفة وتذاكر... إلخ. ولا يزال حتى الآن مجلس الشورى يناقش بدل السكن ولقد أُعيد فتح هذا الملف عدة مرات والمجلس يماطل ما بين موافق ورافض والمواطن البسيط ينتظر. مليكنا الملك عبدالله -حفظه الله- أوصى الأمراء والوزراء بتقوى الله وقالها لهم اتقوا الله في الناس، لكن يبدو أن بعض أعضاء مجلس الشورى بعيدون كل البعد عن المواطن فإما أنهم يعرفون همومه واحتياجاته ويتجاهلونها وتلك مصيبة او انهم في أبراجهم لايعرفون شيئا وهنا المصيبة أعظم. لقد وُضعوا في مجلس الشورى لتمثيل المواطن وتلمس احتياجاته وضرورياته ولتوفير ابسط وسائل العيش الكريم له، وليس للوجاهة فقط، لقد حملوا أمانة وسيسألون عنها يوم القيامة، وإن لم يمثلوا المواطن البسيط بايصال صوته لولاة الامر، فمن يمثلون؟؟؟ وأخيرا يا مجلس الشورى المواطن لم يطالب بالسكن بالقصور وتحسين وضع كل سنة ولم يطالب بتذاكر سفر للسياحة ، واقصى طموحه بيت صغير يؤويه هو وأبناءه.. يطالب ببدل السكن ولم يطالب ببدل رفاهية..