خرج الرامي الكويتي فهيد الديحاني برأس مرفوعة من ثكنة المدفعية الملكية في جنوب-شرق لندن، لكنه بدا متحسرا بسبب بندقيته المكسورة التي اطاحت بحلم احرازه ميدالية ثانية في مسابقة الدبل تراب (الحفرة المزدوجة) حيث حل رابعا. يروي الديحاني حامل برونزية المسابقة في سيدني 2000 القصة: "انكسرت بندقيتي في الجولة السابقة، فتراجعت كثيرا (سجل 46 من 50 في الجولة الثالثة)، بعد ان استعرت بندقية القطري راشد العذبة. لم اشعر بالاحساس ذاته ولم اكن قادرا ان ارمي جيدا بها... لقد كسرت البندقية من عتلة الاطلاق. كان الصانع هنا وقال انه لم يشاهد امرا مماثلا قبل ذلك". حل الديحاني الذي تأهل من بوابة المركز الثاني في بطولة اسيا، ثانيا في الدور الاول بعد ثلاث جولات اصاب فيها 140 طبقا من اصل 150 بالتساوي مع الروسي فاسيلي موسين ومتأخرا بفارق 3 اطباق عن البريطاني بيتر ويلسون. الديحاني (45 عاما) حاول التركيز قدر المستطاع لكنه بدا منزعجا خصوصا في الرمية التي اهدر فيها طبقين معا، حيث كان يقف في اقصى اليمين. وفي ظل لعبة الكراسي على المراكز الثاني والثالث والرابع، خطف السويدي هاكان دالبي المركز الثاني، اذ كان الوحيد الذي اصاب 49 طبقا من اصل 50 في الدور النهائي، لينتقل الصراع الى المركز الثالث بين الديحاني والروسي موسين صاحب فضية بطولة العالم 2010 في جولة تمايز. لكن في ظل الجلبة التي احدثها الجمهور البريطاني بعد فوز ويلسون بالذهبية، خاض الديحاني وموسين جولة تمايز انتهت بسرعة قياسية بعد اهدار الديحاني اصابة احد الطبقين من اول رمية ليحل رابعا في الترتيب النهائي ويفشل بان يحرز ثاني ميدالية في تاريخ الرياضة الكويتية. يخفف الديحاني من اهمية ما حصل بعد تتويج ويلسون "لم تزعجني الاصوات، ونحن معتادون عليها في المسابقات الدولية"، لكنه بدا حزينا وفخورا في آن لما الت اليه النتيجة: "لست نادما، وليس بمقدوري القيام بافضل من ذلك. كنت اكثر من جاهز وتقدمت بفارق كبير عن بقية المنافسين خلال التمارين التي سبقت المسابقة النهائية. هذا قدري بكل بساطة!". قدم الديحاني كل ما في وسعه وهو سيشارك الاحد في مسابقة التراب (الحفرة)، بيد انه مختص بالحفرة المزدوجة التي كان من بين المرشحين الاقوياء للمنافسة على لقبها. فشل الديحاني بالتتويج لم يحبط الكويتيين، فاعتبر يوسف بوسكندر رئيس البعثة الكويتية ان "الديحاني بطل بكل ما للكلمة من معنى. جاهد الى النهاية لكن الحظ خانه. عمله في البطولة لا غبار عليه وكان من بين افضل الرماة". لكن بوسكندر عبر عن انزعاجه من الضجيج الذي رافق جولة التمايز: "المفروض على اللجنة المنظمة ان تعدل طريقة خوض جولة التمايز. عندما فاز اللاعب البريطاني نسوا المسابقة. حتى ان المذيع الداخلي لم يشر اليها. لم يكن للبرونزية اي طعم حتى للاعب الروسي الذي نالها". في رياضة يطغى فيها النبل والتركيز، لا ينزعج الديحاني من اشراف الشيخ الاماراتي احمد بن حشر ال مكتوم حامل ذهبية اثينا 2004 على البريطاني ويلسون المتوج بالذهبية، وبروح رياضية هنأ الفائزين قائلا: "يستحقان الذهبية. مبروك للاثنين...".