يخلع السياسي والدبلوماسي المحنّك الدكتور بطرس بطرس غالي رابطة العنق الرسمية، ويتخلى بعض الشيء عن لغة الدبلوماسية في كتابه الجديد اللافت «بانتظار بدر البدور: يوميات 1996 - 2002»؛ الذي صدر عن دار الشروق بالقاهرة متضمناً يومياته؛ والذي قام بتوقيعه مؤخراً في حفل بمقر المكتبة. يحمل كتاب الدكتور بطرس غالي؛ أمين عام منظمة الأممالمتحدة السابق، شهادة حرة تحتوي قدراً كبيراً من الأمل والقناعة والغضب والسخط والشكوك في آن واحد إزاء الأحداث والقضايا، ويقدم الكتاب بصراحة وسلاسة محاولة لفكّ رموز هذه الأحداث والقضايا الكبرى التي شغلت الواقع محلياً وعربياً وعالمياً، ومنها: أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والصراع العربي الإسرائيلي، والنزاعات في أفريقيا، وغيرها. يكشف د.غالي أيضاً من خلال أحاديثه مع الشخصيات البارزة على الساحة الدولية النقاب عن كواليس العالم المتحول خلال ست سنوات من أخصب الفترات في العصر الحديث، حيث تبدأ يوميات د.غالي من يوم 31 ديسمبر 1996 (يوم انتهاء ولايته كأمين عام للأمم المتحدة)، وتنتهي في يوم 31 ديسمبر 2002 (في نهاية ولايته كأمين عام للفرنكوفونية). ويشير د.غالي في كتابه إلى أن الزمن قد يضيء أحياناً بعض جوانب الأحداث، فتنكشف بصورة مغايرة وغير متوقعة، ويقول: كان يمكن أن يغريني تعديل بعض التكهنات، أو إعادة صياغة بعض التحليلات التي قمت بها لحظة وقوع الحدث، وتبين لاحقاً أنها غير دقيقة، لكنني فضلت، للأمانة العلمية، صيغتها الأولى. ويستدعي د.غالي في كتابه الكثير من الأمور الذاتية التي يبرز علاقتها بالأحداث الكبيرة التي شهدها خلال الفترة التي تغطيها مذكراته. ويشار إلى أن الدكتور بطرس بطرس غالي كان سادس أمين عام للأمم المتحدة منذ أول يناير 1992 حين تولى مهامه لفترة خمس سنوات، وعندما عينته الجمعية العامة لهذا المنصب في ديسمبر 1991، كان الدكتور بطرس غالى يتبوأ منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الخارجية في مصر منذ مايو 1991، وكان وزيراً للدولة للشؤون الخارجية من أكتوبر 1977 حتى 1991. وقد غدا الدكتور بطرس بطرس غالي عضواً في البرلمان المصري في عام 1987، وعضواً في أمانة الحزب الوطني الديمقراطي في عام 1980. وكان الدكتور بطرس غالى على صلة وثيقة منذ زمن طويل بالشؤون الدولية بوصفه دبلوماسياً وخبيراً في القانون، وعالماً وكاتباً نشرت مؤلفاته على نطاق واسع. وكان عضواً في لجنة القانون الدولي من عام 1979 إلى عام 1991، وهو عضو سابق في لجنة الحقوقيين الدولية، ولديه صلات مهنية وأكاديمية عديدة ترتبط بخلفيته في مجال القانون والشؤون الدولية والعلوم السياسية، ومنها عضويته في معهد القانون الدولي، والمعهد الدولي لحقوق الإنسان، والجمعية الأفريقية للدراسات السياسية، وأكاديمية العلوم الأدبية والسياسية (الأكاديمية الفرنسية، باريس). وقد حصل الدكتور بطرس غالى على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة باريس في عام 1949، وكانت أطروحته عن دراسة المنظمات الإقليمية. وهو حاصل أيضاً على إجازة الحقوق من جامعة القاهرة في عام 1946، وعلى دبلوم في كل من العلوم السياسية والاقتصاد والقانون العام من جامعة باريس. كذلك كان الدكتور بطرس غالي رئيساً للجمعية المصرية للقانون الدولي منذ عام 1965، ورئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام منذ عام 1975، وعضو مجلس الأمناء الإداري لأكاديمية لاهاي للقانون الدولي منذ عام 1978، وعضو اللجنة العلمية للأكاديمية العالمية للسلام (مونتون، فرنسا) منذ عام 1978، وقد أسس الدكتور بطرس غالي مجلة «الأهرام الاقتصادي» التي تولى تحريرها في الفترة من 1960 إلى 1975، ومجلة «السياسة الدولية» الفصلية التي تولى تحريرها حتى ديسمبر 1991.