لم تعد عملية التنقيب والبحث في الأحافير القديمة والمكتشفات الأثرية مجالاً محصوراً في دراسته على فئة الشباب لوحدهم بل تخطى ذلك إلى الجنس الناعم اللواتي رغبن بإرادتهن دخول هذا العالم ومحاولة فهم أسلوب حياة الناس وطريقة معيشتهم في العصور السابقة ومعرفة الأحداث التي مرت بهم والتعرف على نوع غذائهم وبيئاتهم حتى لو تطلب الأمر دراسة هذا العلم خارج المملكة. الشابة حصة السديري - 20 عاماً - تحدثنا عن دراستها لعلم الآثار وسبب اختيارها الأردن لإكمال المشوار الدراسي تقول حصة "نظرا لعمق الأردن الحضاري وما خلفته الأمم والشعوب الماضية على أرضه من مخلفات حضارية من خلال الآثار المتنوعة وبخاصة عصور الرومان والبيزنطية وكذلك الآثار الإسلامية المختلفة فقد لعب الموقع الجغرافي للأردن دوراً كبيراً على مدى العصور في كونه نقطة التقاء بين قارات العالم القديم (آسيا، أفريقيا، وأوروبا) جميع هذه العوامل جعلت من الأردن نقطة هامة في اختياري للدراسة في جامعة الأردن العريقة. ولشغفها بالحكايات القديمة عن الإنسان والمكان، وإيمانها بأن الماضي هو السبيل للتأثير على الحاضر، وعدم حصولها على الإجابات الشافية والمقنعة لفضولها التاريخي دعاها للتخصص ودراسة علم الآثار، حصة التي عكست توقعات الآراء السلبية التي واجهتها بالاستغراب والاستنكار لدراستها وحبها هذا العلم كانت ضمن فريق علمي لترجمة نقش أثري في مسرح يوناني اكتشف حديثاً كما قامت بترجمة نقش باللغة اليونانية القديمة في متحف بالأردن. عن البدايات وسبب الاهتمام بعلم الآثار تقول السديري "منذ صغري وفي جميع رحلاتنا السياحية كنت أحرص كثيراً على زيارة متاحف البلد المزار والإطلاع على آثارها التاريخية وكثيرا ما يشد اهتمامي البدايات الأولى لتطور الإنسان عبر ملايين السنين وكيف أن الإنسان يقوم بحفر تاريخه عبر افكار فنية ومعمارية وهذا ما حققه لي علم الآثار في التنقيب عن تاريخ الإنسان. السديري تعتبر أن مدائن صالح في محافظة العلا هي وجهتها القادمة في الزيارة والتنقيب والتعرف على هذه الآثار وتقول "إن مدائن صالح أحد أهم المواقع الاثرية في المملكة بل يعتبرها عدد من علماء الآثار أهم آثار الجزيرة العربية قاطبة وتضم آثار مدائن صالح 153 واجهة صخرية منحوتة في الصخر كذلك تضم عدداً من الآثار الاسلامية من قلاع وبقايا خط وقاطرات سكة حديد ويطلق عليها علماء الآثار المتحف المفتوح فيما يطلق عليها السياح لقب "كنز الصحراء المنسي" حيث يتعجب السياح الأجانب من عدم الاهتمام السياحي بهذه الآثار العظيمة. وأخيراً تؤكد حصة على عبارة أن كل إنسان يستطيع التأثير إيجاباً عبر أفكاره على مجتمعه وأوردت مثالا كيف أن تدخلاً بسيطاً غيّر العالم وتقول "يمكن القول إن الإنسان عاش أكثر من 98% من عمره على الارض قبل ان يهتدي إلى الزراعة. ولم يكن اهتداؤه إلى الزراعة كما لم يكن ابتكاره لأهم المقومات الحضارية كالكتابة مثلا، في فترة زمنية واحدة في مختلف ارجاء العالم. غير أن الثابت بأن إنسان الشرق الأدنى القديم، كان السبّاق في استخدام الزراعة وسيلة لإنتاج القوت فتغيّر الإنسان من جميع النواحي أصبح هنالك تعداد للثقافات والحضارات.