إنك عزيزي القارئ تلاحظ قلة الاعلانات التي تتضمن الأدوية تحديدا، ففي كل أنظمة العالم المتطور لا يسمح بالإعلان عن منتج طبي إلا تحت ترخيص من أعلى هيئة مسئولة في البلد، لذلك فإن منظمة الدواء والغذاء تمنع الإعلان عن أي منتج طبي إلا بترخيص منها هذا في الدول المتقدمة، أما في دولنا الناشئة فإن الأمر مختلف ولعل مقالة قرأتها على الانترنت تحت عنوان (أخلاقيات الإعلانات الطبية... قليلاً من الحياء) لكاتبها خالد بن عبدالرحمن الشايع والتي أشار فيها إلى ما يحدث قد أجادت في تصوير واقع الاعلان الطبي ولعلي أقتبس منها (وحيث ان الاعلانات التجارية لها اثرها البالغ في تكوين الثقافة والتصورات فقد كان من المتحتم على العاملين في المهن الطبية ان يراعوا اخلاق مهنهم الطبية لدى اعلانهم عن انفسهم ودعوة الناس لارتياد عياداتهم، وفي ظني ان معظم الاطباء يحيطون بما سن من الانظمة الدولية حول الاعلان عن اشخاصهم وخدماتهم في وسائل الاعلام المختلفة، ولكن قد وجد اليوم الكثير مما يخالف هذا المبدأ، وخاصة في «البلدان النامية»، بل ربما استغرب كثير من الاطباء الفضلاء ما يعلن عنه زملاؤهم من خدمات طبية فيها الكثير من المبالغة وعدم الواقعية، ولا ابالغ اذا ما قلت: ان فيها «احتيالاً مغلفاً»، وفيها ايضاً ما يسيء لزملائهم من الاطباء والذين ربما فاقوهم كفاءة وخبرة!وقد استوقفني اكثر مرة عدد من الاعلانات الطبية الفجة، وذلك بسبب خلعها لرداء الحياء ولصفاقة عباراتها، مع ما انطوت عليه من محاولة التأثير النفسي على المرضى وعموم الناس بمؤثرات معينة يعلم الاطباء انها ولابد ستحرك السطح الهادئ في المجتمع لتوجد امواجاً هادرة من خلال عبارات معينة مما يتصل بالميول الجنسية والطبائع الغريزية) انتهى. فلاح المنصور * المصدرhttp://www.saaid.net/tabeeb/10.htm. ولكن ماذا عن الإنجاب ؟ هنا نقول حدث ولا حرج فالاعلانات التجميلة للجهازين التناسليين لدى المرأة والرجل وما يتعلق بهذا الجانب هو الاعلان الطاغي مع ملاحظة ان الاعلانات تركز على الشبكة العنكبوتية مع وجود بعض القنوات الفضائية التي تبث بشكل مباشر مثل هذا الاعلان عن إطالة العضو الذكري وغيره ولكن ليعرف أبناؤنا فإن القنوات التي تبث مثل هذه الاعلانات غالباً ليست معروفة المصدر وليست مرتبطة بهيئات أو مؤسسات معروفة وهذا ما يجب أن يلفت انتباهكم إلى أن الموضوع لا يعدو كونه (عملية نصب مالية) فقط . الشيء الآخر هو ما تعرضه المسلسلات والأفلام من تصوير للحياة الأسرية السعيدة والتي لا تتجاوز الأب والأم وولد أو ولدين، أما حين يتضمن المشهد عائلة ذات أفراد عديدين فإنها ترتبط بالفقر أوإدمان المخدرات وسوء المعاملة والحالات النفسية، وفي هذا خلق صورة ذهنية لدى المشاهد ان الاستقرار العائلي والمادي يرتبط بأقل عدد من الأولاد . * التثقيف الصحي